الروس حال سماعهم بقدومه، وقفل فردريك إلى سكسونيا، وفي طريقه كتب إلى فولتير (30 أكتوبر) يقول "إنك محظوظ بإتباعك نصيحة كانديد والاكتفاء بزرع حديقتك وما كل إنسان يتاح له أن يفعل ما تفعل. فعلى الثور أن يحرث الأرض، وعلى البلبل أن يغني، وعلى الدرفيل أن يسبح، وعليّ أن أقاتل" (61).
وعند تورجاو على نهر الألب (3 نوفمبر) التقى رجاله وعددهم 44. 000 بجيش نمساوي قوامه 50. 000؛ وأرسل فردريك نصف جيشه بقيادة يوهان تسيتن ليطوق العدو ويهاجمه في المؤخرة؛ ولكن المناورة أخفقت لأن فصيلة للعدو عطلت تسيتن في الطريق. وقاد فردريك كتائبه بشخصه إلى وطيس المعركة؛ هنا أيضاً أطلقت النار على ثلاثة جياد من تحته وأصابته قذيفة في صدره، ولكنها كانت قد فقدت مفعولها، وصرع على الأرض فاقد الوعي ولكن سرعان ما أفاق فقال: "حادث تافه" ثم عاد إلى المعركة. وكان انتصاره غالي الثمن، فقد ارتد النمساويون بعد أن فقدوا 11. 260 رجلاً ولكن فردريك ترك 13. 120 بروسياً على أرض المعركة، وانسحب إلى برزلاو التي أصبحت الآن أهم مركز لإمداداته. وكان داون لا يزال محتفظاً بدرسدن منتظراً في صبر موت فردريك. ثم منح الشتاء الأحياء مهلة ثانية.
وكانت سنة 1761 سنة دبلوماسية أكثر منها سنة حرب. ففي إنجلترا كان موت جورج الثاني (5 أكتوبر 1760) الذي كان عميق الاهتمام بهانوفر، وارتقاء جورج الثالث العرش، وكان اهتمامه بها الأقل بكثير، بمثابة تصديق ملكي على كراهية الشعب لحرب تكلف المالية الإنجليزية عبئاً باهظاً. وجرب شوازيل أن تجس فرنسا نبض إنجلترا لعقد صلح منفرد، ولكن بت رفض، وظل على وفائه المطلق لفردريك، ولكن القوة البريطانية في هانوفر خُفض عددها، واضطر فرديناند إلى التخلي برنزويك وفولفنبوتل للفرنسيين. واتجه شوازيل إلى أسبانيا، وعقد معها "ميثاقاً عائلياً" بيت الملكين البوربونيين؛ أغراها فيه بالانضمام إلى الحلف المعادي لبروسيا، وتضافرت التطورات الحربية مع هذه النكسات الدبلوماسية لدفع فردريك مرة