قصه الحضاره (صفحة 12982)

باستثناء سان- دومنج- في قبضة بريطانيا. وطلباً للمزيد من مكاسب النصر أرسل بت الأساطيل إلى أفريقيا للاستيلاء على محطات النخاسة الفرنسية على الساحل الغربي، فاستولت عليها، وانهارت تجارة الرقيق الفرنسية، واضمحل ثغرها الرئيسي في فرنسا وهو نانت. وارتفع ثمن العبيد في جزر الهند الغربية، وحقق تجار الرقيق البريطانيون ثروات جديدة لتلبية الطلب على العبيد (58). وينبغي أن نضيف هنا إن الإنجليز لم يكونوا أكثر قسوة في هذه العملية الإمبريالية من الأسبان أو الفرنسيين، إنما كانوا أكفأ منهم وفي إنجلترا بدأت حركة مقاومة الرق تتخذ شكلاً فعالاً.

وفي غضون ذلك كانت روح المغامرة البريطانية-الحربية والبحرية، والتجارية-مشغولة بالتهام الهند-فقد أقامت شركة الهند الشرقية الإنجليزية معاقل لها في مدراس (1639)، وبمباي (1668) وبوندتشيري، جنوبي مدراس (1683)، وفي شندرناجور شمال كلكتا. كل مراكز القوة هذه اتسعت في الوقت الذي اضمحل فيه حكم المغول في الهند، واستعمل كل فريق الرشوة والقوة العسكرية لمد منطقة نفوذه وكانت فرنسا وإنجلترا قد اشتبكتا معاً في الهند إبان حرب الوراثة النمساوية (1740 - 48) ولم يفعل صلح إكس لاشابل أكثر من قطع الصراع فترة، والآن جددته حرب السنين السبع. ففي مارس 1757 استطاع أسطول إنجليزي يقوده الأميرال تشارلز وطسن، ويعاونه جنود شركة الهند الشرقية بقيادة غلام من شرويشير يدعى روبرت كلايف أن ينتزع شندرناجور من الفرنسيين، وفي 23 يونيو، وبقوة لا تزيد على 3. 200 جندي، هزم كلايف 50. 000 هندوكي وفرنسي عند بلاسي (على ثمانين ميلاً شمال كلكتا) في معركة أكدت السيادة البريطانية على شمال شرقي الهند. وفي أغسطس 1758 طرد أسطول إنجليزي بقيادة الأميرال جورج بوكوك من المياه الهندية الأسطول الفرنسي الذي كان يحمي الممتلكات الفرنسية على طول الساحل. وبعد ذلك بفضل ما امتاز به البريطانيون على الفرنسيين من القدرة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015