قصه الحضاره (صفحة 12980)

في أمريكا. وكان العبيد ينتجون الأرز والتبغ والسكر، وكان جزء من السكر يحول إلى شراب الروم، وشاركت تجارة الروم في إثراء تجارة إنجلترا (القديمة والجديدة) ومولت أرباح التجارة التوسع في الأسطول البريطاني. فما حلت سنة 58 (57) حتى كان للإنجليز 156 سفينة حربية، ولم يكن لفرنسا غير 5. 777 ومن ثم كانت الخطوة الثالثة في بناء الإمبراطورية هي إضعاف القوة الفرنسية في البحار. وقطع هذه العملة انتصار ريشيليو في منيورقة، ولكنها استؤنفت بتدمير أسطول فرنسي أما لاجورس، بالبرتغال (13 إبريل 1759)، وأسطول آخر في خليج كويبيرون. ونتيجة لذلك هبطت تجارة فرنسا مع مستعمراتها من ثلاثين مليوناً من الجنيهات في 1755 إلى أربعة ملايين في 1760.

أما وقد تمت السيادة على الأطلنطي، فقد انفتح الطريق أمام البريطانيين ليفتحوا أمريكا الفرنسية، ولم تقتصر هذه على حوض نهر سانت لورنس وإقليم البحيرات العظمى، بل شملت حوض المسيسبي من البحيرات إلى خليج المكسيك، لا بل أن وادي نهر أوهايو كان في قبضة الفرنسيين. وسيطرت القلاع الفرنسية على شيكاغو، وديترويت، وبتسبرج-التي كان تغيير اسمها من فوردوكين رمزاً لنتائج الحرب. وكانت الممتلكات الفرنسية تقف عقبة أما توسع المستعمرات الإنجليزية في أمريكا نحو الغرب. ولو لم تنتصر إنجلترا في حرب السنين السبع لانقسمت أمريكا الشمالية إلى إنجلترا جديدة في الشرق، وفرنسا جديدة في الوسط، وأسبانيا جديدة في الغرب، ولتكررت نسخة من انقسامات أوربا وصراعاتها في أمريكا. وقد حذر بنيامين فرانكلين المسالم المستعمرين الإنجليز من أنهم لن يكونوا آمنين في ممتلكاتهم، ولا أحراراً في نموهم، مل لم يوقف الفرنسيين في توسعهم الأمريكي، وقد دخل جورج واشنطن التاريخ بمحاولته الاستيلاء على فور دوكين.

كانت كندا ولويزيانا مدخلي أمريكا الفرنسية، وأقربهما إلى إنجلترة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015