عند كولن (16 يونيو)، وكانت ميزة العدو عليه كبيرة جداً وبراعة داون الحربية في هذه الحالة تفوق براعته. وعصى اثنان من قواد فردريك أوامره فأحدثوا خللاً في الجيش، وفقد فردريك أعصابه وصاح بفرسانه "هل أنتم مخلدون؟ " (26). أما المشاة فرفضوا الزحف وقد هالهم التقتيل. وانسحب فردريك من ساحة القتال جزعاً، بعد أن ترك عليها 14. 000 بروسي ما بين قتيل وجريح وأسير وعاد بالأحياء وعددهم 18. 000 إلى براغ؛ وأقلع عن الحصار ورجع بما بقي له من جيشه صوب سكسونيا.
وفي لايتميريتس أراح جيشه ثلاثة أسابيع. وفي 2 يوليو تلقى هناك نبأ موت أمه صوفيا دوروتيا. وأنهار رجل الحرب الفولاذي، وبكى، واعتزل الناس يوماً، ولعله ساءل نفسه الآن ألم يكن هجومه على سيليزيا قبل سبعة عشر عاماً إغراء أحمق زينته له ربة الانتقام. وشاطرته الحزن شقيقته فلهلميني، أميرة بايرويت، التي أحبها أكثر من أي مخلوق آخر، ففي 7 يوليو أرسل إليها نداء يائساً بعد أن أوشكت كبرياؤه على النضوب:
ما دمت يا شقيقتي العزيزة على الاضطلاع بمهمة السلام العظمى فأرجوكِ أن تتفضلي بالكتابة إلى المسيو دميرابو ... ليعرض على السيدة المقربة (مدام دبومبادور سابقاً كوتيون الرابعة مبلغاً يصل إلى 500. 000 كراون ثمناً للصلح ... إني أترك الأمر كله لكِ ... أنتِ التي أعبدها، والتي هي ذاتي الثانية، وأن كنتِ أكثر مني كياسة بما لا يقاس (27).
ولكن المحاولة لم تأتِ بنتيجة. فجربت فلهلميني طرقة أخرى: كتبت إلى فولتير الذي كان يقيم في سويسرا ورجته أن يستعمل نفوذه. ونقل فولتير إلى الكردينال دتانسان، الذي كان قد عارض في الحلف