قصه الحضاره (صفحة 12950)

يسترضي الله بتوحيد الدول الكاثوليكية-فرنسا، والنمسا، وبولندا، وأسبانيا-في مخطط يهيمن به على مصائر أوربا (11). وعليه ففي أول مايو 1756 أتمت معاهدة فرساي قلب الأحلاف رأساً على عقب. وأعلنت ديباجة المعاهدة أن هدفها الوحيد هو المحافظة على سلام أوربا وتوازن القوى. فإذا تعرض أحد الطرفين المتعاقدين لتهديد في ممتلكاته الأوربية من أي دولة غير إنجلترا، ولا تعين فرنسا النمسا على بروسيا ما لم تكن بروسيا هي المعتدية على نحو واضح. وإذ لم يرَ لويس أي احتمال لأن تعرض بروسيا مكاسبها للخطر بعودتها إلى مهاجمة النمسا، فقد استطاع هو وخليلته أن يوهما نفسيهما بأن الحلف الجديد يعين على السلام في القارة.

ولم يحقق كاونتز إلى الآن كل هدفه في الحصول على المعونة الفرنسية ضد بروسيا. ولكنه تذرع بالصبر، فلعله يستطيع إثارة فردريك ليهاجم النمسا ولم يجد أحد أثناء ذلك صعوبة تذكر في إقناعه القيصرة بالانضمام إلى الحلف الجديد، فقد كانت اليزافينا تتوق إلى إزالة العقبة البروسية من طريق توسع روسيا غرباً. وعرضت أن تهاجم بروسيا قبل نهاية عام 1756 إن وعدت النمسا بأن تهاجمها هي أيضاً، ووعدت بأنها في هذه الحالة لن تعقد صلحاً مع بروسيا إلا إذا ردت سيليزيا كاملة إلى النمسا. وأبهجها أن تعام بأن فرنسا أبرمت معاهدة فرساي. وأضطر كاونتز إلى كبح حماستها، فهو يعلم أن جيوشها لن تكون مهيأة لخوض حملة كبرى قبل 1757. فتريث حتى 31 ديسمبر 1756، ثم وقع الاتفاقية التي انضمت روسيا بمقتضاها إلى الحلف الفرنسي النمساوي.

وخلال ذلك كانت إنجلترا؛ الواثقة من أن تحالفها مع فردريك سيشل حركة النمسا، قد بدأت فعلاً عملياتها البحرية ضد فرنسا دون أي إعلان للحرب. وراحت السفن الحربية الإنجليزية من يونيو 1755 تستولي على السفن الفرنسية كلما استطاعت. وردت فرنسا بالاستعداد لغزو إنجلترا،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015