آرائه، نراه ينظر إليه على أنه استاذ معلم. وبعث روبرتسون إلى فرني بكتابه القيم "شارل الخامس" وكان تشسترفيلد وهوراس وولبول وجاريك من بين المراسلين الكثيرين لفولتير في إنجلترا. وأسهم سمولت وفرانكلين وغيرهما في إعداد ترجمة إنجليزية لمؤلفات فولتير في سبعة وثلاثين مجلداً لنشرها في إنجلترا (1762). وفي أمريكا تأثر مؤسسو الجمهورية الجديدة تأثراً عميقاً بكتابات الفلاسفة. أما في ألمانيا فيمكنك أن تستمع إلى ملاحظات جوته إلى اكرمان في 1820 و1831:
"ليس لديك فكرة عن مبلغ تأثير فولتير ومعاصريه عليّ في شبابي، وكيف تسلطوا على ذهن العالم المتحضر بأسره ... إنه يبدو لي أنه شيء رائع عجيب حقاً أن ترى أي رجال هؤلاء الذين ظهروا في ميدان الأدب في فرنسا في القرن الأخير. وكم تتولاني الدهشة لمجرد النظر في هذا. إنها حركة التحول في أدب عمره قرن من الزمان، والذي كان آخذاً في النمو منذ عهد لويس الرابع عشر حتى أينع الآن وأثمر وآتى أكله. (120)
وشارك الملوك والملكات في التهليل والتصفيق لفولتير، وتاهوا عجباً بأنهم في عداد أتباعه. وكان فردريك الأكبر من أوائل من أدركوا أهميته. والآن في عام 1767 عبد ثلاثين عاما من التعرف عليه في كل معايب شخصيته وكل توقد ذهنه، هلل فردريك للانتصار في الحملة ضد الرجس والعار. وقوضت أركان صرح الخرافة من أساسها. "وستدون كل الأمم في حولياتها أن فولتير كان هو الذي أحدث هذا الانقلاب الجاري الآن في الروح الإنسانية في القرن الثامن عشر" (121). وشاركت كاترين الثانية قيصرة روسيا وجوستاف الثالث ملك السويد في هذا التملق. ومما لا نزاع فيه أن الإمبراطور جوزيف الثاني كان مديناً بفضل روح إصلاحاته للفلاسفة، ولو أنه يلعن عن نفسه بمثل هذه الصراحة. وتسلم المعجبون مقاليد السلطة في ميلان وبارما ونابلي ومدريد، وكلها بلدان كاثوليكية. وفي 1767 لخص جريم الموقف بقوله: (إني ليسرني أن أشهد جمهورية مترامية الأطراف