يطنب في رذائل أفراد بعينهم وحماقاتهم، بل يحوم حول رذائل وحماقات الجنس البشري بصفة عامة (69).
إنه في فوري وفي باريس عاش مع زوجته وأطفاله أنشودة الإخلاص والسعادة. وفي عام 1764 تجول في إنجلترا وألمانيا. وقابل هيوم وجيبون وفردريك الأكبر. وفي عام 1770 أسهم في تكاليف التمثال الذي أقامه بيجال لفولتير. وفي 1771 فارق الحياة على فراشه مع دي هولباخ وغيره من الأصدقاء. ووفاء لذكراه رفضت أرملته كل من طلب يدها للزاوج، بما فيهم بنيامين فرنكلين. وعمرت بعد وفاة زوجها تسعاً وعشرين سنة. ومرت بعهد الثورة في سلام وأمان وقضت نحبها في عام 1800، في سن الواحد والثمانين.
في الثلث الأخير من القرن الثامن عشر أنظم حشد كبير من الفلاسفة الأقل شأناً إلى الهجوم على المسيحية. وعملوا بكل الجد والحماسة اللتين تميز بهما المسيحيون الأوائل في نشر الإنجيل والدين الجديد، أو المسيحيون الأسبان في طرد العرب من بلادهم، ودبجوا فيضاً من المقالات والرسائل. ولما نضب معينهم عمدوا إلى ترجمة كل ما وصلت إليه أيديهم من الكتب المناهضة للدين، من لوكربشيس إلى هوبز وابتدعوا تقويماً جديداً للقديسين والشهداء، وضموا إلى قائمة القديسين جوليان المرتد وآلهوا بومبوناتزي وبرونو وكامبانللا وفانيني وبيل وغيرهم من ضحايا الاضطهاد وأدانوا بني إسرائيل لا لأنهم تقاضوا فوائد على القروض بل لأنهم أنجبوا المسيحية. وأنزلوا "يهوه" عن عرشه باعتباره أقوى رمز للقسوة والوحشية، وإلهاً للحرب، وأول من عمد إلى الإبادة الجماعية. وسخروا من الخطيئة الأولى ومن "الآب" الذي كان عليه أن ينزل إلى الأرض مثل ابنه ويضرب بالسياط ويصلب ليهدئ من غضبه وهو الآب "الذي أثارت امرأة