هذا ولم يكن القرن الذي نحن بصدده فلذا في تاريخ الطب، فلم يزل جو الطب يخيم عليه ظلمات السرية، والشعوذة، والنظريات التي كان ينبغي أن تتوارى خجلاً منذ زمن نتيجة للخبرة، إلا أن تقدم التشريح والفسيولوجيا أرسيا الطب فوق أساس أسلم من ذي قبل، وكان تعليم الطب أشمل وأيسر، ومزاولة المهنة دون ترخيص في طريقها إلى الزوال، والتخصصات تزيد المعرفة وتحسن رعاية المرضى؛ وقد أطلقت الجراحة من عقالها، وأخذت العلاجات المعجزة تفقد سمعتها، وانتصارات الطب تقوم بدورها الهادئ في ذلك الصراع الأساسي بين الدين والعقل، وهو صراع راح يحتل مكان الصدارة في حياة الذهن ..