وجرى تيار الحرب أشد ما يكون معاكسة له. ففي 8 يناير 1745 وقعت إنجلترا، والأقاليم المتحدة، وبولندا-سكسونيا، في وارسو ميثاقاً مع النمسا وعد جميع موقعيه بأن يرد لكل منهم كل ما كان يملكه في 1739 - ومعنى هذا أن تعاد سليزيا لماريا تريزا. ووعد أوغسطس الثالث بأن يقدم 30. 000 مقاتل نظير 150. 000 جنيه من إنجلتاه وهولندا، بواقع خمسة جنيهات لكل نفس. وفي 20 يناير مات شارل السابع بعد أن تقلد عرش الإمبراطورية برهة قصيرة جداً، وكان يبلغ الثامنة والأربعين، وقد أعب حين حضره المنية عن أسفه لما ألحقه بوطنه م خراب من جراء تطلعه لعرشي الإمبراطورية وبوهيميا، وطلب إلى مكسمليان جوزيف أن يقلد عن هذه الدعاوي ويسالم البيت المالك النمساوي، وامتثل الناخب الجديد للنصيحة رغم اعتراضات فرنسا؛ ففي 22 أبريل تخلى عن كل دعاوي في عرش الإمبراطورية، ووافق على تأييد الدوق فرنسيس ستيفن في مطالبته بالتاج الإمبراطوري. وسحبت الجنود النمساوية من بافاريا.
وفكرت الملكة الآن لا في استرداد سليزيا فحسب، بل في تقطيع أوصال بروسيا ضماناً لها من أطماع فردريك (80). وقد أقلقها مؤقتاً انتصار الفرنسيين على حلفائها الإنجليز في فومنتنوا (11 مايو 1745)، ولكنها في ذلك الشهر أرسلت جيشها الرئيسي إلى سيليزيا وأصدرت إليه الأمر بالدخول في المعركة. والتقى النمساويون الذين عززتهم فرقة سكسونية بفردريك في هوهنفريدبيرج (4 يونيو 1745). هنا أنقذته براعته التكتيكية، فقد نشر خيالته ليستولوا على تل استطاعت مدفعيته أن تقصف منه مشاة العدو. وبعد ساعات من التقتيل انسحب النمساويون والسكسون تاركين وراءهم أربعة آلاف أسير وكانت تلك المعركة الفاصلة في الحروب السليزية.
وعادت إنجلترا تطوع دبلوماسيتها لمقتضيات السلام. فقد أكرهتها غزوة 1745 الإستيوارتية على سحب خيرة جندها من فلاندر، واستولى المرشال دساكس على المدينة تلو المدينة لفرنسا، وحتى على القاعدة الإنجليزية الكبرى في أوستند، وخشى جورج الثاني أن يصل الفرنسيون