يونيو 1741. أما خزانة الإمبراطورية فخاوية إلا من 100. 000 فلورين، زعمت الإمبراطورة أرملة شارل السادس أنها ملك لها. وكان الجيش مختل النظام، وقواده تعوزهم الكفاية. وكان مجلس الدولة مؤلفاً من أعضاء مسنين فقدوا القدرة على التنظيم أو القيادة. وانتشرت الشائعات بأن العثمانيين سيزحفون مرة أخرى على فيينا بعد قليل (21). وطالب فليب الخامس ملك أسبانيا بالمجر وبوهيميا، وملك سرداينا بلمبارديا ثمناً لاعترافهما بها (22). أما فردريك الثاني الذي أصبح ملكاً على بروسيا قبل تولي ماريا تريز العرش بخمسة شهور فقط، فقد بعث إليها يعرض الاعترافات بها والدفاع عناه ودعم انتخاب زوجها إمبراطوراً، شريطة أن تنزل له عن الشطر الأكبر من سيليزيا، فرفضت العرض، ذاكرة ما كان أبوها يرجوه من بقاء المملكة سليمة لا تجزأ ولا يمسها سؤ. وفي 23 ديسمبر 1740 غزا فردريك سيليزيا، ووجدت المملكة ذات الثلاثة والعشرين ربيعاً نفسها تخوض حرباً مع أقوى دولة في ألمانيا، ومع الرجل الذي قدر له أن يكون أعظم قائد في عصره.
1713 - 1740
أ- فردريك وليم الأول
كانت أسرة هوهنتسلرن قد نجحت في رفع إمارة برندنبورج الناخبة إلى مملكة بروسيا في 1701، وأصبح أميرها الناخب ملكاً باسم فردريك الأول. وقد أوصى بأن يرث ملكه بعد موته ابنه فردريك وليم الأول (حكم 1713 - 40). وكان الملك الجديد، عن طريق زوجته صوفيا دورتيا، صهراً لجورج الأول الذي ارتقى عرش إنجلترا في 1714. وكانت أملاك بروسيا تشمل بروسيا الشرقية، وبومرانيا السفلى، وإقليم الحدود المسمى برندنبورج (والمحيط برلين) وإقليم كليفز في غربي ألمانيا، وكونتية مارك، ومدينة رافنزبيرج في وستفاليا: وكلها أخلاط مفككة من البلاد تمتد امتداداً متقطعاً من الفستولا إلى الألب، ولا تربط بينها غير قوات الملك. وبلغ سكان "بروسيا" هذه في 1740 نحو 3. 300. 000 زادوا إلى 5. 800. 000 في نهاية القرن، أما بنيانها الاجتماعي فكان إقطاعياً