قصه الحضاره (صفحة 12276)

والواقع أن الذي أرسى الاستعمال الحديث لفظ صلى الله عليه وسلمesthetic ( جمالي) في كتابه بهذا العنوان (1750)، وأذاع نظرية في الجمال والفن بوصفها قسما من أقسام الفلسفة مشكلة من مشاكلها، كان ألمانيا يدعى ألكسندر باومجارتن.

3 - الفن الألماني

كانت صناعة الخزف هنا فناً كبيراً، لأن الألمان علموا أوربا في هذه الفترة كيف تصنع الصيني، فلقد استأجر أوغسطس القوي يوهان فرديدرش بوتجر لتحويل المعادن الخسيسة إلى ذهب، وأخفق بوتجر، ولكنه انشأ بمساعدة صديق قديم لسبينوزا يدعى فلترفون تشير نهاوس مصنعاً للقاشاني في درسدن، وأجرى تجارب وفقت آخر الأمر في إنتاج أول خزف صيني صلب العجينة. وفي 1710 نقل هذه الصناعة إلى مايسين، على أربعة عشر ميلا من درسدن، وهناك واصل تحسين طرائقه وصقل منتجاته حتى وفاته (1719). وكان خزف مايسين يرسم بالأوان غنية على أرضية بيضاء برسوم رقيقة للزهر والطير ومشاهد الحياة اليومية والمناظر الطبيعية ومناظر البحر واللقطات الغربية من الثياب والحياة الشرقيتين. وزاد يوهان يواكيم كيندلر العملية تحسيناً، فأضيف النحت في الصيني إلى الرسم تحت السطح المصقول؛ وخلدت التماثيل الصغيرة الغربية وأشخاص الفولكلور والكوميديا الألمانيين، ودلت روائع خصبة الخيال مثل رائعة "خدمة البجع" لكيندلر واييرلاين على أن في استطاعة الفن أن ينافس ما حوته خزائن النساء المنوعة بهاء ونعومة. وسرعان ما راحت كل مجتمعات أوروبا الأرستقراطية، حتى في فرنسا، تزين حجراتها بتماثيل من صيني مايسين فيها تهكم مضحك. واحتفظت المدينة بتفوقها في الفن إلى سنة 1758، حين اجتاحها الجيش البروسي في حرب السنوات السبع.

ومن أوجزبورج، ونونمبرج، وبايرويت، وغيرها من المراكز، سكب الخزافون الألمان في البيوت الألمانية فيضاً باروكياً من المنتجات

طور بواسطة نورين ميديا © 2015