مسرحياته، بل كان يلعب دوراً في السياسة القومية، وأحس بسحر الحاشية ولو من بعيد، وأصبح صديقه المركيز دار جنسون الوزير الأول، كما أصبح صديقه ومدينه الدوق دي ريشيليو الأمين الأول للملك. وكان لويس قد رق له ولأن جانبه. وفي 1745 كان الدوفين على وشك أن يتزوج من الأميرة الأسبانية ماريا تيريزا رافاييلا، ولا بد أن تقام احتفالات ضخمة لهذا الغرض، فكلف ريشيليو فولتير بكتابة مسرحية لهذه المناسبة. وكان على رامو أن يكتب الموسيقى، فيتعاون الملحن والشاعر في العمل معاً، وكان لزاماً أن بحضر فولتير إلى باريس، وفي سبتمبر 1744 ودع العاشقان سيري وانتقلا إلى العاصمة.
1745 - 1758
بلغ فولتير آنذاك سن الخمسين. وكان لوقت غير قصير يحتضر في كل عام مرة. وكتب إلى تييريو في 1735 "من المؤكد أنه ليس أمامي إلا سنوات قليلة أعيشها (65). وكان قد بلغ آنذاك الحادية والأربعين، وكان أمامه ثلاث وأربعين سنة أخرى، فكيف تسنى له هذا؟ عندما انتابته علة خطيرة في شالون في أعالي المارن (1748)، ووصف له أحد الأطباء بعض الأدوية، قال فولتير، كما يروي سكرتيره، إنه لن يتبع شيئاً من هذه التعليمات، لأنه يعرف كيف يعالج نفسه في أيام الصحة والمرض على حد سواء، وسيظل طبيب نفسه كما كان دائماً. وفي مثل هذه الأوقات كان فولتير يصوم لبعض الوقت، ثم يأكل قليلاً من الحساء الرقيق والخبز المحمص والشاي الخفيف والشعير والماء. ويستطرد سكرتيره لونجشامب فيقول: "تلك هي الطريقة التي عالج بها فولتير نفسه فبرئ من سقمه الذي ربما أدى به إلى نتائج خطيرة لو أنه أسلم نفسه إلى أطباء شالون. كان مبدؤه أن صحتنا تتوقف علينا نحن، وركائزها الثلاث هي القصد في الطعام والشراب وضبط النفس والاعتدال في كل شيء، والتمرينات الرياضية البسيطة، ففي كل الأمراض التي لا تكون نتيجة لأحداث خطيرة أو تكون خلل أساسي في أعضاء الجسم الداخلية، يكفي أن تساعد الطبيعة التي