قصه الحضاره (صفحة 12140)

التي أهلته للإقامة الكاملة في باريس لمدة ثلاث سنوات، مع راتب قدره 300 جنيه، ثم أربع سنوات في روما. وإنا لنحصل على صورة حياة الطالب في عهد الوصاية إذا علمنا أن رفاق الفائز بهذه الجائزة حملوه على الأكتاف وطافوا به حول ميدان اللوفر.

وفي 1727 رافق كارل فانلو إلى إيطاليا. ويقول مدير الأكاديمية الملكية الفرنسية في روما وجد "للشاب الصغير المدعو بوشيه .... جحراً صغيراً في غرفة، وأسكنه فيه، وأخشى ألا يزيد حقيقة عن جحر، ولكنه على الأقل سيقيم تحت سقف (17). ولكن لم يكن لزاماً على الشاب المتواضع، كما وصفه المدير، دوماً أن ينام في هذا الجحر، لأنه وجد كثيراً من المضاجع ترحب به في روما. وإنه لمن علاءم تغير الذوق إنه لم يبد ولعاً بأعمال رافاييل أو ميكل أنجيلو، ولكنه عقد أواصر الصداقة مع تيبولو (رسام فينيسي 1696 - 1770).

ولما عاد إلى باريس (1731) استمر يوقد الشمعة من طرفيها (يمسك بالعصا من وسطها)، ونادراً ما كان يقنع بشيء إلا المعرفة المباشرة بنماذجه، ومع ذلك وجد فسحة من الوقت ليرسم بعض لوحات رائعة مثل "اغتصاب يوروبا" في الأساطير اليونانية (أميرة فينيقية أحبها زيوس واختطفها) وهي من بين عروضه التي لا تحصى لشكل المرأة. وخيل إليه في 1733 أنه وقع على فينوس نفسها في نموذجه جين بوزو، وعلى الرغم من انه أحس "بأن الزواج لا يلتئم معه" (18) فإنه اتخذ منها زوجة، ولم يرع عهد الزوجية إلا قليلاً. وكالت له هي بنفس الكيل. ومن المحتمل أنها جلست أمامه ليرسم لوحة "رينوو آرميد (19) " التي كسبت له العضوية الكاملة في أكاديمية الفنون الجميلة (1734). وحينذاك عهد إليه لويس الخامس عشر برسم مناظر سارة في حجرة نوم الملكة التي كانت لا تزال تتمتع بحبه، وعند إعادة افتتاح المعرض 1737 اتسعت شهرة الفنان وكثر رعاة فنه. ولم يذق بعد ذلك طعم الفاقة، ولم يعد له منافس.

وتخصص بوشيه في رسم "العاريات" وحتى زواجه لم يكن قد تريث

طور بواسطة نورين ميديا © 2015