ولكن الجمهور لم يعتد شكل الأوراتوريو، لذلك لم تعمر "شاول" أكثر من عشرة عروض. وبهمة لا تصدق ألف هندل وقدم (4 أبريل) آية أخرى من آياته هي "إسرائيل في مصر". هنا جعل الكورس هو البطل، صوت أمة تولد، ووضع موسيقى يعدها الكثيرون أسمى ما كتب (60). ولكن اتضح أنها مترامية عسيرة فوق ما يحتمله الذوق السائد آنئذ، وأنهى هندل موسمه التاريخي بديون جديدة.
وفي 23 أكتوبر اندفعت إنجلترا إلى الحرب مع أسبانيا بسبب أذن جنكنز. وفي وسط ضجيج الحرب وصخبها استأجر هندل مسرحاً صغيراً، وفي عيد القديسة راعية الموسيقيين قدم الإطار الموسيقي الذي ألفه لقصيدة درايدن الغنائية التي كتبها بمناسبة "عيد القديسة سيسيليا" (22 نوفمبر 1739) ولم تستطع لندن، حتى في برد تلك الليلة من ليالي الشتاء وفوضاها، أن تقاوم ذلك الاستهلال الرخيم المشرق، أو لحن السوبرانو الأثيري في القسم الثالث، أو "الناي الشاكي الخافت" و "العود الصادح" في الخامس، في حين اتفق "دق الطبل الراعد، ذلك الدق المضاعف المضاعف المضاعف" مع روح الحرب المدمدمة في الشوارع. وعاود الأمل هندل، وجرب أوبرا سماها "أمينيو" (1740)، ولكنها فشلت، وجرب أخرى اسمها "ديداميا" (1741)، ففشلت هي أيضاً، واعتزل العملاق المرهق المسرح الموسيقي اللندني قرابة عامين.
وكان هذان العامان أروع ما ف حياته. ففي 22 أغسطس 1741 بدأ يؤلف أوراتوريو "المسيا". وقد اقتبس النص تشارلز جيننز من أسفار أيوب والمزامير وأشعياء ومراثي أرميا وحجي وزكريا وملاخي-وكلها من أسفار العهد القديم، ومن أناجيل متى ولوقا ويوحنا، ورسائل بولس، وسفر الرؤيا-وهي من أسفار العهد الجديد. وأتم كتابة الموسيقى في ثلاثة وعشرين يوماً، وقال لصديق إنه في بعض هذه الأيام "حسبتني حقاً أبصر السماء كلها أمامي فعلاً، والله العلي ذاته (61) ". وإذ لم يتح له أمل مبكر في العثور على جمهور لها، فقد انتقل إلى كتابة أوراتوريو كبيرة أخرى هي "شمشون"، بناها على قصيدة ملتن عن معاناة شمشون Samson صلى الله عليه وسلمgonistes وفي تاريخ غير معرف خلال