من شركة بحر الجنوب بناء على نصيحة بوب، ولكن الأسهم هبطت هبوطاً مدمراً، فأصبح الألفان خمسمائة، فلما أنهت الأمر إلى ريمون اتهمهما بسرقة ماله (1721). وفي السنة نفسها هدد حياة ابنتها التي ولدتها في 1718 وباء جدري أصابها، فأرسلت في طلب الدكتور ميتلاند الذي كان قد عاد من الآستانة، فطعم الفتاة بناء على طلبها. وسنرى في مكان لاحق تأثير هذا المثل على الطب البريطاني قبل جنر.
وفجأة، في 1722، انهارت صداقتها لبوب. كانا إلى شهر يوليو يلتقيان في كثرة أثارت القيل والقال في تويكنهام. ولكن في سبتمبر بدأ يكتب الرسائل الودية إلى جوديث كوبر، ذكر فيها على سبيل تعزيتها، أن هناك اضمحلالاً واضحاً في "ألمع ذكاء في العالم". وزعمت الليدي ماري أن بوب قد أباح لها بحبه في حرارة، وأنه لم يغتفر لها قط الاستخفاف التي قابلت به هذه المغامرة الجريئة (132). ولزم الصمت برهة، ولكنه كان بين الحين والحين يرهف شعره في مناسبات بسهام يستشفها القارئ بسهولة. ولما كتبت لصديق تذكر أن سويفت وبو وجاي هم الذين اشتركوا في كتابة قصيدة غنائية شعبية ظن الصديق أنها من نظمها، بعث إليها بوب بتوبيخ حاد؛ وفي قصائده "المنوعات" التي نشرها في 1728 أذاع هذا التوبيخ بوضوح صارخ:
"تلك ألاعيبك يا ليدي ماري،
ولكن ما دمت تفقسين، فاعترفي بأفراخك،
وكوني أكثر حذقاً في نقراتك،
فلا تنقري كبار ديوكك كما تفعلين بصغارها (133) ".
وفي قصيدة سماها "التقليد" (1733) أشار إلى "سافو الهائجة .. .. التي ابتلاها حبها بمرض ... " وهو يعني أن عشيقها أصابها بالزهري (134). ويقول هوراس ولبول أنها هددت بأن ترسل إليه من يضربه بالسوط.
وكانت هذه المشاحنة القبيحة ضربة أخرى أعانت على انهيار زواجها. ذلك أن ورتلي بعد أن استعاد مكانه في البرلمان تركها مهملة