قصه الحضاره (صفحة 11814)

ووسائل النظافة الصحية في المدن، وهبطت نسبة الوفيات، وزاد السكان من 1. 000. 000 في 1700 إلى 1. 652. 000 في ختام القرن وكانت أدنبرة بسكانها البالغين خمسين ألفاً في 1751 ثالثة أكبر المدن في بريطانيا العظمى، فلم يفقها غير لندن وبرستول.

وظلت الكنيسة المشيخية على ولائها للاهوت الكلفني ولاء يقرب من التعصب. ففي كل أحد يمشي الناس-أحياناً ميلين أو ثلاثة-ليختلفوا إلى كنائس عطلت من الزينة عطلاً صارماً، ويستمعوا الساعات إلى عظات وصلوات تؤكد حتمية الجبر وأهوال الجحيم. وكان الكتاب المقدس الإلهام اليومي لكل أسرة اسكتلندية. وقدّر هيوم، حتى سنة 1763، في مبالغة مُرة، إن لكل رجل وامرأة وطفل في إسكتلندة كتابين مقدسين (64)؛ أما الوعاظ فقليلو الحظ من التعليم ولكن فيهم تقوى صادقة وورعاً مؤثراً، يعيشون في بساطة متقشفة، وتدعم قدوتهم وتعاليمهم من ثبات الخلق الاسكتلندي ونزاهته. وكان شيوخ كل كنيسة وراعيها يراقبون في تشدد كثير سلوك الرعية وكلامهم، يوزعون العقوبات على الحلف، والنميمة، والشجار، والسحر، والفسوق، والزنا، وأي كسر ليوم الرب (الأحد)، وأي انحراف عن عقيدتهم الرهيبة. وأداة الرعان الرقص، وحفلات الزفاف، والتفرج على المسرح. واستمروا يعقدون المحاكمات بتهمة السحر وإن أخذت أحكام الإعدام بسببها تقل. ففي 1727 أدينت أم وابنتها بهذه التهمة، وفرّت البنت، ولكن الأم أحرقت كل الموت في برميل من القار (65). فلما ألغى البرلمان الإنجليزي (1736) القانون الذي يعاقب السحر بالموت، ندد شيوخ الكنائس الاسكتلندية بالإلغاء لأنه انتهاك لأمر صريح أصدره الكتاب المقدس (66).

وكانت مدارس الأبرشيات التي تتفق عليها الكنيسة الاسكتلندية، ومدارس الحضر التي تعينها المدن، تعد الطلاب للجامعات. فوفد على أدنبرة وأبردين وسانت أندروز وجلاسجو شبان تواقون للعلم من كل طبقة-من المزارع والمصانع ومن قصور الإقطاعيين وقاعات البارونات على السواء، يدفعهم الشوق إلى المعرفة، ويتحملون في سبيلها كل عناء؛ يعيش كثير منهم في حجرات باردة على السطوح، ويصيبون

طور بواسطة نورين ميديا © 2015