قصه الحضاره (صفحة 11379)

"السكون" نسبي دائماً، كسكون مسافر في طائرة مسرعة، وكل الأشياء تتحرك، ولا تتحرك أبداً في خط مستقيم، لأن كل خط أو حركة أو فعل تحرفه الأجسام المحيطة (كما أدرك نيوتن).

3 - كانت فكرة نيوتن عن الكتلة أنها من الثوابت، وفكرة بعض الفيزيائيين المعاصرين عنها أنها تختلف باختلاف السرعة النسبية للمشاهد والشيء.

4 - النظرة السائدة الآن إلى "القوة" هي أنها فكرة ميسرة. ولكنها ليست ضرورية في العلم، الذي يهدف إلى الاكتفاء بوصف التتابعات، والعلاقات، والنتائج. فلسنا نعلم، ولا حاجة بنا إلى أن نعلم (كما يقول لنا العلماء) ما هو "هذا" الذي يسري من جسم متحرك إلى آخر يصدمه ذلك الجسم، فالحاجة فقط لتسجيل التتابعات، والعلاقات، والنتائج، وللافتراض (دون أي يقينية مطلقة) بأن هذه ستكون في المستقبل ما بدته في الماضي. والجاذبية وفقاً لهذا الرأي ليست قوة، بل نظام علاقات بين الأحداث في الزمان والمكان.

ومما يعزينا أن نعلم أن هذه وغيرها من التنقيحات الطارئة على ميكانيا نيوتن لا أهمية لها إلا في ميادين (كالظواهر الكهربية-المغنطيسية) لا تبدو الجزيئات فيها تتحرك بسرعة تقرب من سرعة الضوء، وفي غير هذا فالفرق بين الفيزياء القديمة والحديثة يمكن أن نتجاهله مطمئنين. وللفلاسفة-الذي شفاهم التاريخ من اليقينية-أن يحتفظوا بارتيابة متواضعة من نحو الأفكار المعاصرة، بما في ذلك أفكارهم هم، وسوف يحسون نسبية متدفقة في صيغ النسبية، وسوف يذكرون كل المنقبين في الذرات والنجوم بتقدير نيوتن النهائي لإنجازه الخطير:

"لست أعلم كيف أبدو للعالم، ولكني أبدو لنفسي وكأنني صبي يلعب على شاطئ البحر، ألهو بين الحين والحين بالعثور على حصاة أملس أو صدفة أجمل من العادة، بينما ينبسط محيط الحقيقة العظيم مغلق الأسرار أمامي (64) ".

طور بواسطة نورين ميديا © 2015