وليم الثالث أن يواصل التمثيلية. وقال حين حاصر جمع قصره "إنها خرافة غبية، فأعطوا هؤلاء المساكين بعض النقود واصرفوهم". وفي مناسبة أخرى حين كثر الإلحاح عليه ليضع يده على مريض أذعن قائلاً "وهبك الله صحة أفضل وعقلاً أرجح". وقد اتهمه الشعب بالكفر (70).
وتضافرت عيوب هناية الأفراد بصحتهم ونقائص النظافة الصحية العامة مع ذكاء المرض القادر على التكيف. ونشر البغاء الزهري في المدن والمعسكرات. وقد استشرى بصفة خاصة بين الممثلين والممثلات، كما نستنتج منقصة مستورة في مدام دسفنييه عن "مثل اعتزم الزواج برغم أنه يعاني من مرض خطير معين، فقال له أحد أصحابه: ويحك ألا تستطيع الانتظار حتى تشفى؟ إنك ستجر البلاء علينا جميعاً (71) "، وقد مثل القائد الفرنسي فاندوم في البلاط الملكي بغير أنف، لأنه أعطها قرباناً لبكتريا الزهري (72). وكان السرطان يمضي في طريقه قدماً، وتصف لنا مدام دموتفيل سرطان الثدي (73) وقد وصفت الحمى الصفراء أول مرة عام 1694. وانتشر الجدري على الأخص انتشاراً واسعاً في إنجلترا، ولم يكن هناك علاج معروف له، وقد ماتت به الملكة ماري، وابن ملبرة. وابتليت أقطار بأسرها بالأوبئة لا سيما وباء الملاريا. وذكر توماس ويليس أن إنجلترا كلها تقريباً كانت في 1657 أشبه بمستشفى يعالج حمى الملاريا (74). واجتاح الطاعون لندن في 1665 (75). وقتل في فيينا سنة 1679 100. 000 أل و83. 000 في براغ سنة 1681. وازدادت الأمراض المهنية بانتشار الصناعة، وفي 1700 أصدر برناردينو راماتزيني، أستاذ الطب في جامعة بادوا، رسالة ممتازة، عز وجلe morbis artificum عن الضرر الذي يصيب النقاشين من المواد الكيميائية في طلائهم، والعاملين في الزجاج المعشق من الانتيمون، والبنائين وعمال المناجم من السل، والخزافين من الدوار، والطباعين من أمراض العيون، والأطباء من الزئبق الذي يستعملونه.