مخطوطاً من مارتشيللو ملبيجي البولوني، نشرته (1675) باسم لاتيني صلى الله عليه وسلمnatomes Plantarum Idea، وكان استعمال اللاتينية ما زال ييسر دولية العلم. وقد اقتسم مالبيجي مع جرو شرف إرساء دعائم هستولوجيا النبات، ولكن إسهامه الكبير كان في علم الحيوان. وفي 1676 أثبت ماريوت-بتحليله الكيميائي لمخلفات النباتات والتربة التي نمت فيها-أنها تتشرب العناصر الغذائية في الماء الذي تمتصه من التربة. ولم يتبين ماريوت، ولا جرو، ولا مالبيجي، قدرة النباتات على أن تأخذ غذاءها من الهواء، ولكن عمليتي التغذية والتناسل اللتين اكتشفتا الآن كانتا تقدماً هائلاً على تعليل أرسطو الغامض لنمو النباتات بما لـ "النفس النباتية" من تطلعات إلى التمدد.
وفي عام 1668 أصيبت فكرة قديمة شائعة بأن صدمة من صدمات عديدة، حين نشر فرانشسكو ريدي الاريتسوي كتابه "تجارب في توالد الحشرات"-وهي تجارب تنحو إلى نفي التولد الذاتي abiogenesis وهو التولد التلقائي للكائنات الحية من المادة غير الحية. فإلى النصف الثاني من القرن السابع عشر كانت الفكرة التي آمن بها الجميع تقريباً (فيما عدا استثناءً بارزاً هو وليم هارفي) هي أن في الإمكان توالد الحيوانات والنباتات الدقيقة في القذر أو الوحل، لا سيما في اللحم المتحلل، وهذه الفكرة تكمن وراء عبارة شكسبير "الشمس التي تولد الدود في الكلاب الميتة (59) ". وقد أثبت ريدي أن الدود لا يتكون على اللحم المحمي من الحشرات، بل على اللحم المكشوف. وقد صاغ النتيجة التي خلص إليها في عبارته " Omne vivum ex ovo" كل حي يخرج من بيضة أو بزرة". ولما اكتشفت الأوليات (البرزويات Protozoa) ، انبعثت حجج القائلين بالتولد التلقائي من جديد، وقد رد عليهم سباللانزاني في 1767، ثم باستير في 1861.
كان الكشف عن تلك الكائنات ذات الخلية الواحدة التي سميت فيما بعد بالبروتوزوا أهم إسهام أسهم به هذا العصر في علم الحيوان. وكان انطون فان ليوفينهويك هولندياً من ديلفت، ولكنه أنهى-عن طريق الجمعية الملكية بلندن-النتائج العلمية التي توصل إليها خلال أربعين سنة من سني عمره الواحدة والتسعين. كان سليل أسرة من صناع الجعة الأثرياء، فاستطاع أن يقنع بوظائف أتاحت له من الفراغ