(1644) أنها "إرادة الله وأمره" أن "تباح لجميع الناس، في جميع الأمم، أشد المعتقدات والعبادات وثنية، أو يهودية، أو تركية. أو عداء للمسيح (13) " وطالب جون ملتن بـ "النشر دون رخصة" (1644)، ودافع جريمي تيلور عن "حرية التنبؤ" (1646). وأجاز جيمس هارنجتن (1656) الحرية الديني بغير حدود فقال: "حيث تكون الحرية المدنية كاملة، فإنها تشتمل على حرية الضمير، وحيث تكون حرية الضمير كاملة ... فإن للإنسان حسبما يملي عليه ضميره الحق في الممارسة الكاملة لدينه دون أن يكون ذلك عائقاً لترقيته أو توظيفه في الدولة (14) ". أما في الدول التجارية مثل هولندا، وحتى في البندقية الكاثوليكية، فقد اقتضت ضرورات التجارة التسامح مع شتى أديان التجار القادمين من بلاد أجنبية. وهولندا المتحررة هي التي نشر سبينوزا فيها في "الرسالة اللاهوتية السياسية" ( Tractatus theologico-Politicus) (1670) دعوة للتسامح الكامل مع الأفكار المهرطقة، وفي هولندا دافع بيل عن التسامح في كتابه "تعقيب فلسفي على الآية: ألزمهم بالدخول" (1686)، وبعد سنين من الإقامة في هولندا نشر لوك كتابه "رسائل في التسامح" (1689). وازدادت المطالبة بالحرية الفكرية عقداً بعد عقد، حتى إذا بلغ القرن السابع عشر ختامه لا نجد كنيسة تجرؤ على صنع ما صنعته الكنيسة ببرونو في 1600، أو بجاليليو في 1633 "ومع ذلك فهي تدور " صلى الله عليه وسلمppur si muove.
كانت المعرفة تنتشر في بطء عن طريق الصحف، والمجلات، والنشرات، والكتب، والمكتبات، والمدارس، والأكاديميات، والجامعات. وأصبحت الأنباء في القرن السابع عشر سلعة تباع وتشترى، أولاً للمصرفيين، ثم للحكام، ثم لأي إنسان. وفي 1711 كان مجموع ما وزع من الصحف البريطانية اليومية أو الأسبوعية 44. 000 (15).
وأدركت "الجورنال دي سافان" (صحيفة العلماء) التي تأسست في 1665 أن الأحداث في عالم الأدب والعلم يمكن أن تكون أيضاً أنباء، فما لبثت أن رسخت أقدامها وسيطاً دولياً بين الدارسين