على ديوان التفتيش البرتغالي، وعطل إنوسنت الحادي عشر تلك الهيئة خمس سنوات.
وأحس فييرا بوحشة للهنود رغم انتصاراته، فأبحر مرة أخرى إلى البرازيل (1681)، وجاهد هناك معلماً ومرسلاً رسولياً حتى أدركته الوفاة وهو في التاسعة والثمانين. وتحتوي مؤلفاته التي يضمها سبعة وعشرون مجلداً، على الكثير من الألغاز الغيبية، ولكن عظاته التي قورنت بعظات بوسوية، وضعته في صف "فحول اللغة البرتغالية (50) "، وخدماته وطنياً ومصلحاً حملت الشاعر البروتستنتي صدى على أن يسلكه في عداد أعظم ساسة وطنه وزمانه (51).
1665 - 1700
كانت أسبانيا في 1665 لا تزال أعظم الإمبراطوريات في العالم المسيحي. حكمت الأراضي المنخفضة الجنوبية، وسردانيا، وصقلية، ومملكة نابلي، ودوقية ميلان، ومساحات شاسعة في أمريكا الشمالية والجنوبية. ولكنها كانت قد فقدت القوة البحرية والحربية اللازمة للسيطرة على تجارة هذا الملك المبعثر ومصيره. وكانت أساطيلها الثمينة قد دمرها الإنجليز (1588) والهولنديون (1639)، وهزمت جيوشها هزائم فاصلة في روكروا (1643) ولينز (1648)، واعترف دبلوماسيوها في صلح البرانس (1659) بانتصار فرنسا، وكان اقتصادها يعتمد على تدفق الذهب والفضة من أمريكا، وهذا التدفق كان يقطعه المرة بعد المرة الأسطول الهولندي أو الإنجليزي. وتقلصت تجارتها وصناعاتها لاعتمادها على الذهب الأجنبي واحتقار شعبها للمتاجرة. وكان الكثير من التجارة الأسبانية يحمل في سفن أجنبية. ونقص عدد السفن الأسبانية العاملة بين أسبانيا وأمريكا 75% في عام 1700 عنه في عام 1600. وكانت البضائع المصنوعة تستورد من إنجلترا وهولندا، ويدفع ثمن جزء منها فقط بتصدير النبيذ أو الزيت أو الحديد أو الصوف، والباقي يدفع سبائك ذهبية، ومعنى ذلك أن الذهب الأمريكي إنما كان يمر مروراً بأسبانيا والبرتغال في طريقه إلى إنجلترا وفرنسا والأقاليم المتحدة. وكانت قرطبة وبلنسية