واللوردات الشبان اليافعون خلو من الذكاء والفطنة، .... ولم تعد المروحة المتواضعة المتحشمة ترفع، وعلت الابتسامة وجوه العذارى لما كانت وجناتهن تحمر له حياء وخجلاً من قبل (108).
وكان من الأمور المسلم بها أن الزوجات -مثل الأزواج- تعوزهن الأمانة والإخلاص، فإن الرجال لم يطلبوا الأمانة والإخلاص إلا في عشيقاتهم (109). إن مذكرات كونت فيليبرت دي جرامونت التي دونها بالفرنسية أخو زوجته، أنطوني هملتون، كانت، أحياناً، عبارة عن قائمة بالمغرورين المختالين، أو سلسلة من الديوثين الذين لا يغارون على زوجاتهم وهم يعملون أنهن يأتين الفاحشة، كما رآهم الكونت في منفاه السعيد في بلاط شارل الثاني.
وكم كانت الساعات تقضى وتخصص للرقص وسباقات الخيل وصراع الديكة ولعب البليارد والورق والشطرنج، والألعاب الرياضية والحفلات التنكرية المرحة، ثم كما يقول بيرنت "يطوف الملك والملكة وكل أفراد البلاط، وهم جميعاً متنكرون، بالبيوت الغير معروفة، حيث يرقصون ويلعبون ويلهون في صخب فاجر (110) " وكانت المراهنات على مبالغ طائلة. يقول ايفلين "في هذه الليلة، افتتح جلالة الملك الحلبة، كما هي العادة، فألقى "الزهر" بنفسه في القاعة الخاصة، ... وخمس مائة جنيه. (وكان قد كسب في العام الماضي 1500 جنيه). وأقبلت السيدات على اللعب إقبالاً شديداً (111) "وحذت الطبقات العليا حذو الحاشية في القمار والدعارة. وتحدث ايفلين عن شباب إنجلترا الفاسق الفاجر الذي فاقت إلى حد كبير دعارته سائر الأمم المتحضرة مهما كانت (112). وانتشر اللواط، وبخاصة في الجيش. وكتب روشستر رواية عنوانها "سودومي" (نسبة إلى سودوم قرية قوم لوط) مثلت أمام الحاشية، والظاهر أنه كان في إنجلترا عدداً من المواخير لهذا الاختلاط الجنسي الشاذ (113).