قصه الحضاره (صفحة 10923)

والملتزمون المغامرون، في صخب وغضب، بالتحرر من القيود القانونية والأخلاقية.

وباتت التجارة الآن عنصراً هاماً فعالاً في الاقتصاد الإنجليزي، وعاملاً حيوياً في حصول البرلمان على الاعتمادات التي يقررها، إلى حد أنها، أي التجارة، شقت طريقها لتفعل ما تشاء مع الحكومة يسيطر عليها مالكو الأرض. وأصبح التشريع الإنجليزي في التجارة، يحابي الإنجليز لا على حساب الهولنديين وحدهم، بل على حساب الايرلنديين والاسكتلنديين كذلك، وحرم اتيراد الماشية والأغنام والخنازير من ايرلندا واستبعد الغلال الاسكتلندي، وفرضت ضرائب ثقيلة على واردات اسكتلندا، إن الرغبة في التوسع في التجارة الإنجليزية وتفير الحماية العسكرية لها، هي التي حثت على التحالف مع البرتغال، وزواج شارل الثاني من كاترين براجانزا، وعلى تجدد الحرب مع المقاطعات المتحدة، والتصميم على الاحتفاظ بجبل طارق. وتضاعف حجم تجارة إنجلترا بين عامي 1660 و1688، بسبب الانتصار على الهولنديين، إلى جانب أسباب أخرى (72)، وكتب شارل الثاني إلى أخته يقول: "إن أقرب شيء إلى قلب هذه الأمة هو التجارة وكل ما يتعلق بها (73) ". وبات ثراء التجارة ينافس الآن اقتناء الأراضي الواسعة الطيبة.

ومدت المشروعات المغامرة الإنجليزية أذرعها في كل اتجاه، فاتسعت للمشروعات الجديدة في نيويورك ونيوجرسي ومنسلفانيا وكارولينا وكندا، ومُنحت شركة الهند الشرقية كل الحقوق فيما تستطيع أن تضع يدها عليه في الهند، وكان لهذه الشركة أسطولها وجيشها وحصونها وعملتها وقوانينها، وكانت تعلن الحرب وتفاوض لعقد الصلح، وتم الاستيلاء على بومباي بالمصاهرة في 1661، وعلى منهاتن (في نيويورك) بحق الفتح في 1664. وفي العام نفسه استولى الإنجليز على الممتلكات الهولندية على الساحل الغربي لأفريقية. ومن أجل تزويد هذه المستعمرات بالأيدي العاملة نشأت عادة "الإكراه" وهي إغراء الشبان الإنجليز بالعمل في هذه "المزارع" بتقديم الخمر لهم أو ضربهم حتى يفقدوا وعيهم، وعندئذ يحملونهم إلى ظهر سفينة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015