قصه الحضاره (صفحة 10826)

بتعيينه قائدا. ولما كانت الخزانة خاوية مثقلة بالديون، فإنه دعا برلمانا اجتمع في 27 يناير 1959، وراجت الشائعات بأنه يدبر عودة أسرة ستيورات إلى العرش. فجاء ضباط الجيش تتبعهم زمر من الجنود إلى ريتشارد وطلبوا إليه فض البرلمان، فأرسل إلى حرسه ليتولوا حمايته فتجاهلوا أوامره. واستسلم ريتشارد للقوة ووقع أمرا بحل البرلمان (22 أبريل)، وأصبح الآن تحت رحمة الجيش. ودعا الجمهوريون المتحمسون في الجيش يتزعمهم اللواء جون لمبرت، أعضاء البرلمان الطويل الباقين على قيد الحياة للاجتماع من جديد، وممارسة السلطة التي كانت لهم، كما كانت للبرلمان المبتور، حتى مجيء كرومول، وطرده إياهم بمعونة الجمهوريين المتحمسين في الجيش 1653. والتأم عقد هذا البرلمان المبتور الجديد في وستمنستر في مايو 1659. ولكن ريتشارد الذي لقي من السياسة نصيباً، أرسل استقالته إلى هذا البرلمان في 25 مايو. واعتزل الحياة العامة، وفي 1660 آوى إلى فرنسا حيث عاش في عزلة تحت اسم مستعار هو جون كلارك. وعاد إلى إنجلترا في 1680، حيث وافته منيته في 1712 وهو في السادسة والثمانين من العمر.

وكتب أحد الملكيين في 3 يونية 1659 يقول: "أن الفوضى كانت تعتبر كمالا، إذا قيست إلى نظامنا الراهن وحكومتنا الحاضرة (75) واستمر الصراع على السلطة بين الجيش والبرلمان، ولكن قطاعاته المقيمة في إسكتلندة وإيرلندة أيدت البرلمان. وكان ثمة حزب ملكي قوى في البرلمان الذي كانت غالبيته من الجمهوريين. وفي 13 أكتوبر حشد لمبرت جنوده عند مدخل قصر وستمنستر وطرد البرلمان، وأعلن أن الجيش سيتولى مقاليد الحكومة. وبدأ أن تعاقب الأحداث التي بدأت بحركة برايد في التطهير، سوف تتكرر مع كرومول آخر هو لمبرت.

وفال ملتون عن "انقلاب" لمبرت "أنه عمل أبعد ما يكون عن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015