قصه الحضاره (صفحة 10806)

والاعتقالات التعسفية وإجراءات قاعة النجم التي أغفلت المحلفين وقانونية الاعتقال. وكان "سير هاري فين Vane" من الثوريين السابقين الذين اقتيدوا إلى السجن. إن الثورات تأكل آباءها.

ولما كان كرومول في حاجة إلى مزيد من المال اكثر مما استطاع تحصيله عن طريق ما فرض من ضرائب أخرى مباشرة، فانه دعا برلماناً آخر. ولما التأم عقده في 17 سبتمبر 1656، وضع مجلس الدولة على باب مجلس العموم بعضاً من ضباط الجيش، ومنع دخول 103 من الأعضاء الذين انتخبوا انتخاباً صحيحاً، ولكن يشتبه في إن لهم ميولا جمهورية أو ملكية أو مشيخية أو كاثوليكية. فقدم الأعضاء المبعدون احتجاجا استنكروا فيه إبعادهم بأنه انتهاك صارخ لإرادة ناخبيهم التي عبروا عنها، ودمغوا بأشد النفاق "تصرف الطاغية واستخدامه اسم الله والدين والصوم والصلوات الشكلية ليستر قتام الحقيقة الواقعة ومرارتها (40) ". ومن بين الأعضاء البالغ عددهم 352 الذين اجتازوا تمحيص المجلس ودقته كان هناك 175 عضو أمن رجال الجيش أو من المعينين أو من أقرباء كرومول. وفي 31 مارس 1657 قدم البرلمان المختزل المنقوص الخاضع المذعن إلى "حامى الحمى" توسلا ونصيحة متواضعين يطلب إليه فيها أن يتخذ لنفسه لقب "ملك". ولكنه كان يشم رائحة المعارضة من جانب الجيش لهذا العمل، فأبى. ولكن ثمة حل وسط أعطاه الحق في تعيين خلفه "حامي الحمى" وفي يناير 1658 وافق إعادة الأعضاء المبعدين إلى مقاعدهم في مجلس العموم. وفي نفس الوقت اختار تسعة من النبلاء و61 من العامة ليشكلوا المجلس الثاني (مجلس اللوردات). ورفض كثير من ضباط الجيش تأييد هذه الحركة. وعندما عقدوا اتفاقا مع الجمهوريين في مجلس العموم للحد من سلطات المجلس الثاني، غضب كرومول غضباً شديداً واقتحم قصر وستمنستر وطرد البرلمان (في فبراير 1657). وآنذاك من الوجهة القانونية، ومن حيث الأمر الواقع، انتهت الجمهورية الإنجليزية وأعيدت الملكية. وكأن التاريخ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015