بيت الإنجليز والهولنديين الأمل الوحيد لكبح اعتداءات فرنسا. واتخذ من التدابير ما يكفل الروابط بين الأقاليم المتحدة، والإمبراطورية، وبراند نبورج. وكانت الخطوط العريضة للحلف الأعظم تتشكل في ذهنه.
ومضى إلى المقر الرئيسي للجيش، لذلك كان غائباً عن لاهاي حين قتل الأخوان دي ويت. والظاهر أنه لم يكن ضالعاً في تدبير هذه الفعلة، التي ربما لم يدبرها أحد، ولكنه لم يخف ارتياحه حين سمع بنبئها؛ وحمى الرجال الذين قادوا الغوغاء ورتب له معاشاً (53). ثم حاول الآن أن يكون قائداً كفؤاً، فلم يوفق قط في محاولته، غير أن المقاتلين المحنكين الذي انضووا تحت لوائه في حماسة أعادوا تنظيم الجيش والبحرية، وبدأت الانتصارات ترجح الهزائم، وتفوق درويتر وكورنيليس ترومب (بن مارتن) على الأسطولين الإنجليزي والفرنسي في شونفيلت وكيكدون (1673)، وصد الغزاة الألمان عند جروننجن، واستولى وليم على فاردن، وطهرت أقاليم جلدرلاند وأوترخت، واوفريسل، من العدو. وراح الفرنسيون يتقهقرون في كل مكان تقريباً، وأنقذت الأقاليم المتحدة، مؤقتاً على الأقل، فهللت لوليم منقذاً لها.
ثم أضاف إلى هذه الانتصارات انتصارات دبلوماسية. ففي 19 فبراير 1674 أقنع إنجلترا بأن تبرم معه صلحاً منفرداً إذ وافق على أن يدفع لها تعويضات حربية قدرها مليونا فلورين؛ وفي 22 إبريل و11 مايو وقع معاهدتين مع مونستر وكولين، ثم أكد التحالف القائم بين الأقاليم المتحدة، وأسبانيا، وبران نبورج، الدنمرك، والإمبراطورية، ضد فرنسا التي أصبحت الآن معزولة. وكانت الضربة الأخيرة ظفره بيد ماري، كبرى بنات جيمس دوق يورك وشقيق ملك إنجلترا. وتقاربت الآن الدولتان البروتستانتيتان الكبريان، وراحت الشبكة تحكم خيوطها حول فرنسا، ولم يكن أمراً هيناً أن يكون لماري حق في وراثة العرش الإنجليزي لا يتقدم عليه غير حق أبيها فيه. وندر في التاريخ أن دبر حاكم صغير السن كوليم مثل هذه الخطط البعيدة النظر، ولا حقق لها نجاحاً كهذا النجاح.