قصه الحضاره (صفحة 10660)

بيجار (7). ثم دخل معها ومع أخويها وآخرين في تعاقد رسمي أنشئوا بمقتضاه "المسرح الشهير" (30 يونية 1643). ويعتبر الكوميدي فرانسيز ذلك العقد بداية لتاريخه الطويل الممتاز. وأتخذ جان الآن اسماً مسرحياً جرياً على عادة الممثلين، فأصبح يسمى موليير.

واستأجرت الفرقة الجديدة ملعباً للتنس مسرحاً لها، وقدمت مختلف التمثيليات، ثم أفلست؛ وفي 1645 قبض على موليير ثلاث مرات بسبب الدين ودفع أبوه عنه ديونه وحصل على أمر بالإفراج عنه معللاً نفسه بأن الفتى قد برئ من حمى المسرح. ولكن موليير أعاد تأليف "المسرح الشهير" وأنطلق في جولة بالأقاليم. ومنح الدوق ديبيرنون حاكم جيين الفرقة تأييده. وتثقلت الفرقة في سلسلة مضنية من النجاح والفشل بين ناربون، وتولوز، وألبي، وكاركاسون، ونانت، وآجن، وجرينوبل، وليون، ومونبلييه، وبوردو، وبيزييه، وديجون، وأفنيون، وروان. وارتقى موليير حتى أصبح مديراً لها (1650)، ووفق بعشرات الحيل في أن يحفظ للفرقة قدرتها على إيفاء ديونها ويكفل لها طعامها. وفي 1653 أعار الأمير ديكونتي، زميله المدرسي القديم، اسمه للفرقة وقدم لها المعونة، ربما لإعجاب سكرتيره بالممثلة الآنسة دوبارك. ولكن الأمير أصابته نوبة شلل ديني في 1655، فأخبر الفرقة بأن ضميره يمنعه من الاتصال بالمسرح، وما لبث بعد ذلك أن ندد علانية بالمسرح، وبوليير بصفة خاصة، مفسداً للشباب وعدواً للفضيلة المسيحية.

ووسط هذه التقلبات نهضت الفرقة شيئاً فشيئاً بكفايتها ودخلها وذخيرتها من المسرحيات. وتعلم موليير فن المسرح وحيله. فما وافى عام 1655 حتى كان يكتب التمثيليات كما يمثلها. وفي 1658 آنس في نفسه من القوة ما يكفي لتحدي فرقتين احتلتا المسرح الباريسي، فرقة ممثلي الملك في الأوتيل دبورجون، وفرقة خاصة تمثل في مسرح ماريه. وحضر هو ومادلين بيجار

طور بواسطة نورين ميديا © 2015