لتزويد بحيرات فرساي ونهيراته ونافورته وحماماته، وفي 1688 هجر هذا المشروع بعد أن أنفقت عليه الأموال الطائلة حين دعا داعي الحرب. وقد كلف فرساي فرنسا حتى عام 1690 مبلغاً جملته 200. 000. 000 فرنك (500. 000. 000 دولار؟ (10)) وفرساي، من الناحية المعمارية، فيه من التعقيد والجزافية ما ينأى به عن الكمال. أما الكنيسة فرائعة، ولكن هذا الزهو بالزخرف لا يكاد يتفق وتذلل العبادة. وبعض أجزاء القصر جميل، والسلم المفضي إلى الحدائق فخم، ولكن إلزام مصمميه بأن يتركوا استراحة الصيد دون أن يمسوها في تصميمهم، ويكتفوا بإضافة أجنحة وزخارف، كل هذا أضر بمظهر البناء في مجموعه. وقد تترك هذه المجموعة المتكاثرة من الأبنية في النفس انطباع الرتابة الباردة والتكرار المتاهي-فالحجرة تقفو الحجرة على امتداد 1320 قدماً من الواجهة. ويبدو أن تنظيم القصر من داخله تجاهل الراحة الفسيولوجية لنزلائه ورواده، وأفترض قوة ضبط هائلة في الأمعاء النبيلة، فكان على من يريد إزالة ضرورة أن يعبر ست حجرات. لا عجب إذن أن سمعنا بأن السلالم والطرقات كانت تستخدم في مثل هذا الغرض. أما الحجرات ذاتها فتبدوا أصغر من أن تسمح بالراحة. وليس هناك حجرة فسيحة سوى القاعة الكبرى التي تمتد 320 قدماً على طول واجهة الحديقة، هناك نشر المزخرفون كل مهاراتهم-فعلقوا قطع نسيج جوبلان وبوفيه المرسومة، وبثوا المنحوتات على الجدران، وبلغوا بكل قطعة أثاث الكمال المحبب، وعكسوا كل البهاء في تلك المرايا الكبيرة التي أعطت الحجرة اسمها الثاني، وهو "قاعة المرايا". وعلى السقف صور لبرون الذي ارتفع إلى ذروة فنه، خلال خمس سنوات (1679 - 84)، وبرموز أسطورية، انتصارات حكم لويس الطويل، وسجل مأساته دون وعي منه، لأن هذه الانتصارات المصورة على أسبانيا وهولندا وألمانيا أزمعت أن تثير أرواح النقمة على الملك الشغوف بالحرب.