لإصلاح اللاهوت والأخلاق، وليستبدل التقوى الباطنة بالتدين الظاهر وسرعان ما قبل مرشداً روحياً للراهبات في البور-رويال-دباري، وللمتوحدين في البور-رويال-دي-شان (1636)، وغدت هذه المؤسسة المزدوجة صوت الجانسنية ونموذجها الأمثل في فرنسا. أما ريشليو فقد رأى في هذا المصلح رجلاً متعصباً مثيراً للقلاقل، فاعتقله في فانسين (1638). وفي 1642 أفرج عن سان-سيران، ولكنه مات بالفالج بعد سنة.
وقد ظل يلهم الكثيرين من آل آرنو حتى وهو في سجنه. فنشر آرنو الثاني "آرنو الكبير" 1643 رسالة في "كثرة تناول الأسرار المقدسة" واصلت حرب أبيه مع اليسوعيين. ولم يذكر اسمهم صراحة، ولكنه ندد بفكرة أحس بإن بعض كهنة الاعتراف يتسامحون فيها، وهي أن في قدرة الخاطئ أن يكفر عن خطيئته المتكررة إذا أكثر من الاعتراف وتناول القربان. وشعر اليسوعيون بأنهم المقصودون بهذا الهجوم، وشددوا النكير على آل آرنو. وتوقع أنطوان المتاعب، فرحل عن باريس إلى البور-رويال-دي-شان. وفي 1648 رحلت الراهبات أيضاً عن العاصمة وقد روعتهن حرب الفروند وعدن إلى مقرهن القديم. وأخلى المتوحدون المكان وانتقلوا إلى مزرعة قريبة تدعى ليجرانج.
وكان البابا أوربان الثامن قد أدان (1642) العقيدة العامة التي انطوى عليها كتاب جانس "أوغسطينوس". وفي 1649 طلب أستاذ في السوربون إلى الكلية أن تدين سبع قضايا في الكتاب زعم أنها تحظى برواجٍ شديد. وأحيل الأمر إلى إينوسنت العاشر، وأنتهز اليسوعيون الفرصة ليقنعوا البابا بما تنطوي عليه الجانسنية من الأخطار بوصفها لاهوتاً كالفنياً يتخفى في ثوب كاثوليكي. وأخيراً حملوه على إصدار مرسوم Cum Occasione (31 مايو 1653)، حكم بالهرطقة على خمس قضايا زعم أنها مأخوذة من كتاب "أوغسطينوس".