قصه الحضاره (صفحة 10485)

الكتاب الأول

فرنسا في أوج عظمتها

1643 - 1715

الفصل الأول

الشمس تشرق

1643 - 1684

1 - مازاران وألفروند

1643 - 1661

ترى ما الذي أعان فرنسا على أن تفرض على أوربا الغربية منذ 1643، سلطاناً فيه ما يشبه قوة التنويم، اتصل في ميدان السياسة حتى 1763، وفي ميادين اللغة والدب والفن حتى 1815؟

إن العالم لم يشهد قط منذ أيام أغسطس ملكية ازدانت بمثل هذا العدد من أفذاذ الكتاب والمصورين والمثالين والمعماريين، أو حظيت بمثل الإعجاب والمحاكاة الواسعين، سواء في آداب المجتمع أو الأزياء أو الأفكار أو الفنون، اللذين حظيت بهما حكومة لويس الرابع عشر من 1643 إلى 1715 لقد كان الجانب يؤمون باريس وكأنهم يؤمون مدرسة تهذيبية تصقل كل ألوان الجمال في الجسم والعقل. وكان الألوف من الإيطاليين، والألمان، وحتى الإنجليز، يؤثرون باريس على أوطانهم.

أن من أسباب هيمنة فرنسا آنئذ ضخامة قواها البشرية. فقد بلغ سكانها عشرين مليوناً من الأنفس في 1660، في حين لم يزد سكان كل من أسبانيا وإنجلترا على خمسة ملايين، وإيطاليا على ستة، والجمهورية الهولندية على مليونين. أما الإمبراطورية الرومانية المقدسة، التي شملت ألمانيا، والنمسا، وبوهيميا، والمجر، فقد سكنها واحد وعشرون مليوناً تقريباً، ولكنها لم تكن إمبراطورية إلا بالاسم وقد أفقرتها قبيل هذه الحقبة حرب الثلاثين، وانقسمت إلى نيف وأربعمائة دويلة. شديدة الحرص على "سيادتها"،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015