بالجمال. وأهدى إلى الأميرة الصغيرة كتابه "مبادئ الفلسفة" وكتب كلمة الإهداء في لغة تفيض بملق بالغ البهجة والسرور. وماتت حيث كانت رئيسة دير للراهبات في وستفاليا (1680).
ولم يطب المقام لديكارت في هولندا، كما كان من قبل، فكان كثير التردد على فرنسا: (1644، 1647، 1648). وأثار فيه الروح الوطنية معاش أجرته عليه حكومة لويس الرابع عشر الجديدة (1646). واحتال للحصول على أحد المناصب الإدارية، ولكن اقتراب نشوة الحرب الأهلية (حرب الفروند) عاد به إلى هولندا، فزعاً. وفي فبراير 1649 تلقى دعوة من كريستينا ملكة السويد، ليحضر ليلقنها الفلسفة. وتردد في قبول الدعوة، ولكن سحرته رسائلها التي تمت في لغة فرنسية ممتازة، على ذهن متلهف، انحاز بالفعل إلى "البهجة الغالية" (فلسفة ديكارت). وبعثت إليه بأحد أمراء البحر يستمليه، ثم ببارجة حربية لتقله، فاستسلم وأبحر في سبتمبر من أمستردام إلى ستكهولم.
واستقبل بكل مظاهر الحفاوة والتكريم، ولكن أزعجته رغبة الملكة في أن تتلقى الدروس ثلاث مرات في الأسبوع، في الساعة الخامسة صباحاً. وكان ديكارت قد تعود أن يبقى في فراشه إلى وقت متأخر، والتزم بالمواعيد التي حددتها الملكة طيلة شهرين، فكان يخرج من بيته إلى مكتبة الملكة في فجر الشتاء وثلوجه، وفي أول فبراير 1650 انتابه برد انقلب إلى التهاب رئوي، وفي اليوم الحادي عشر فارق الحياة بعد أن تلقى الأسرار المقدسة الكاثوليكية الأخيرة.
وكان قد اتخذ لنفسه شاعراً، هو "يعيش سعيداً من يتوارى عن الأنظار ويتكتم كثيراً". ولكن شهرته كانت قد طبقت الآفاق قبل موته بعدة سنوات. لقد نبذت الجامعات فلسفته واشتم رجال الدين رائحة الهرطقة في