قصه الحضاره (صفحة 10383)

الغبار الموجود في غلاف الأشجار الذكور أو أزهار الأشجار الإناث (51) ". وقد يقسم لناؤوس فيما بعد النباتات وفقاً لطرق تكاثرها، ولكن الآن في 1573 قدم أندريا سيسالبينو الفلورنسي أول تقسيم منهجي للنباتات، 1500 نوع منها-على أسس بذورها وثمارها المختلفة. وأورد جاسبار بوهين (من مدينة بازل) في مؤلفه الضخم "جدول عالم النبات" (1623) تصنيفاً لنحو 6000 نبات، وبذلك استبق ما أنجزه بعد ذلك ليناؤوس من تصنيف وتسمية ثنائية تبعاً للجنس والصنف، وقضى بوهين أربعين عاماً في إعداد "جدول النبات"، ومات بعد سنة من صدوره، وبقي مرجعاً أساسياً لمدة ثلاثة قرون.

وبدأت "مشعبات الأطباء" الخاصة تتطور الآن إلى حدائق نباتية تديرها الجامعات أو الحكومات للجمهور. كان لأقدمها التي أسست في بيزا 1543، شهرة كبيرة أيام سيسالبينو. وأسس في زيوريخ حديقة نباتية في 1560، ثم في بولونيا وكاسل وليدن ولبيزج وبرسلا وبازل وهيدلبرج وأكسفورد. وفي 1635 نظم جي دي لابروس-طبيب لويس الثالث عشر "حديقة النباتات الطبية" المشهورة في باريس، أما حدائق الحيوان، بوصفها معارض للوحوش لتسلية الجماهير، فقد وجدت في الصين (1100 ق. م) وفي روما القديمة، وفي المكسيك أيام الأزتيك (حوالي 1450)، أما الطراز الحديث فقد افتتح في درسدن في 1514، وفي فرساي في عهد لويس الثالث عشر.

ولقي علم الحيوان عناية أقل مما لقي علم النبات، لأنه قدم علاجات أقل، اللهم إلا في الطب الأسطوري أو الخرافي، وفي 1599 شرع بوليس ألدروفاندي في نشر 13 مجلداً ضخماً في التاريخ الطبيعي، وعاش حتى رأى ستة منها في المطبعة، ونشر سناتو بولونا السبعة الباقية من المخطوطات المؤلف على نفقة الدولة. ولم يحتل مكان هذه المجلدات أو ينسخها إلا كتاب بوفون "التاريخ الطبيعي" (1749 - 1804). وابتدأ الجزويتي المتعدد الثقافات أثناسيوس

طور بواسطة نورين ميديا © 2015