وفي ألمانيا تسابق الكاثوليك والبروتستانت في إعدام السحرة حرقاً. وثمة رواية يمكن الاعتماد عليها ولو أنها لا تكاد تصدق، بأن رئيس أساقفة تريير أمر بإحراق 120 شخصاً في فالزفي 1596 بتهمة أنهم أطالوا فترة الجو البارد أكثر من المألوف بطريقة شيطانية (18). ونسب طاعون الماشية في إقليم سكونو في 1598 إلى السحرة. وحث مجلس بافاريا المخصوص في ميونخ المحققين "على إظهار مزيد من الجدية والصرامة في الإجراءات"، فكانت النتيجة إحراق 63 ساحراً، كما طلب من أقارب الضحايا دفع نفقات المحاكمة (19) " وفي هاينبرج بالنمسا أعدم ثمانون بتهمة الشعوذة في عامي 17 - 1618 وقيل أنه في 1627 - 1629 أعدم أسقف وورنبرج 900 من السحرة (20). وفي 1582 أصدر الناشرون البروتستانت من جديد، وبموافقة منهم "مطرقة السحرة" التي كان المحقق الدومنكاني جاكوب سبرنجر قد نشرها في 1487، وهي عبارة عن توجيهات وإرشادات تفيد في الكشف عن السحرة وفي محاكمتهم. وأصدر أوغسطس ناخب سكسونيا في 1572 قراراً بإحراق السحرة حتى الموت حتى ولو لم يؤذوا أحداً. وفي اللنجن أحرق 1500 من السحرة في 1590، وفي اللوانجن 167 في 1612، وفي عامين (21). وكادت ثمة موجات مماثلة في أوسنابروك 1588، ونوردانجن 1590، وفي ورتمبرج 1616. على أن هذه الإحصاءات الأخيرة مأخوذة عن نشرات صحفية معاصرة ومعروفة بعد الدقة. ويقدر الباحثين الألمان جملة من أعدموا بتهمة السحر بمائة ألف في ألمانيا في القرن السابع عشر (22).
وارتفعت أصوات قليلة تدعو الناس إلى العقل. وقد رأينا في مكان آخر احتجاجات يوهان ويروريجنالد سكوت، كما رأينا كيف حول مونتيني مرحه المتشكك إلى هذه الحمى (حمى قتل السحرة) وفي مقاله "الأعرج أو الكسيح": "كم هو طبيعي ومقبول أن أجد رجلين يكذبان، أكثر من أن رجلاً يمكن في اثنتي عشرة ساعة أن تحمله الريح من الشرق إلى الغرب ... أو أن يحمل