قصه الحضاره (صفحة 10264)

جسيمة تكبدها الطرفان. وسقطت نيقوسيا بعد حصار دام خمسة وأربعين يوماً. وأعدم بحد السيف عشرون ألفاً من سكانها، وقاومت فاما جوستا زهاء عام. وعندما سقطت (6 أغسطس 1571) سلخ البطل المدافع عنها، مارك أنطونيو براجادينو، حياً، وحشي جلده بالقش وأرسل إلى القسطنطينية تذكاراً للنصر.

وكانت الظروف تستحث العصبة المقدسة على العمل، فجمعت قواتها. وأسهمت بالسفن والرجال، كل من فلورنسة وبارما ولوكا وفرانا وأربينو وجنوه، عدو البندقية القديم. وفي نابلي تسلم دون جوان النمساوي لواء القيادة في احتفال مهيب من الكاردينال جرنفل. وفي 16 سبتمبر، بعد أن تناول البحارة والجنود القربان المقدس من يد الجزويت والكيوشيين الذين التحقوا بالحملة، أبحر الأسطول الضخم (الأرمادا) من مسينا إلى جزيرة كورفو في محاذاة جنوبي إيطاليا، عبر مضيق أوترانتو. وهناك ترامت أنباء المذابح والفظائع التي اقترنت بسقوط قبرص. وتعالت صيحات "النصر النصر" فليحي المسيح، عندما أصدر دون جوان أوامره بالانطلاق إلى القتال.

وفي 7 أكتوبر 1571 تحرك الأرمادا عبر خليج بتراس إلى خليج كورنت. وكان الأسطول التركي ينتظر بعيداً عن ثغر ليبنتو، وهو يضم 222 سفينة شراعية كبيرة، و60 سفينة صغيرة، و570 مدفعاً، و24 ألف جندي، و13 ألف ملاح، و41 ألف مجدف. وكان المسيحيين 207 سفن شراعية، وست سفن شراعية فينيسية ضخمة تحمل المدافع، و30 سفينة صغيرة و 1. 800 مدفع و30 ألف جندي و13 ألف وتسعمائة ملاح، و43 ألف جندي (13). ورفع الأسطول المسيحي علم المسيح مصلوباً. ورفع الأسطول التركي علم السلطان يحمل لفظ الجلالة "الله" موشى بالذهب. وتراجع جناح المسيحيين الأيمن أمام الأتراك، ولكن الجناح الأيسر الذي كان يقوده البنادقة حول المقاومة الضارية إلى هجوم منظم، وأودت مدفعيتهم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015