أن تؤول إلى دائنيه. ويبدو أنهما أوليا الفنان الذي تتقدم به السنون، عناية كبيرة.
واستمر رمبرانت وسط هذه البلايا والمحن ينتج الروائع: "رجل على ظهر جواد" وقد بيعت حديثاً إلى المتحف الوطني في لندن مقابل 400 ألف دولار، واللوحة العجيبة "رأس رجل عجوز (156) "-وكأنه كارل ماركس في الثمانينات متحرراً من الأوهام، واللوحة الطبيعية المفعمة بالحيوية بدرجة مدهشة "امرأة تقص أظافرها (157) "-وربما تطلبت بعض الطقوس الدينية تنظيف الجسم كله ليلة السبت. وربما رسم آنذاك أيضاً بعض صور مروعة للفنان نفسه مثل: "رمبرانت وكراسة التخطيطية" (1657)، وهي موجودة في درسدن، ثم اللوحة الأكثر شهرة التي يبدو فيها وجهه العابس المتجهم وجسمه البدين المدثر (1658) وهي في مجموعة فريك في نيويورك، وصورته بكامل جسمه (1659) وهي فيينا، وصورة الوجه يعروه القلق والهموم (1659) في واشنطن.
وفي العقد الأخير من عمره (1660 - 1669) سهر للإبقاء على حياته ابنه وخليلته. ولكن كان مسكنه ضيقاً ومرسمه سيئ الإضاءة، ولا بد أن يديه فقدتا بعض اتزانهما نتيجة كبر السن والشراب، فلوحة "القديس متي الإنجيلي (158) " غير مصقولة في تركيبها، ولكن الملاك الذي يهمس في أذنه لم يكن سوى تيتس الذي يلغ الآن العشرين من العمر، ولا يزال جميلاً كالعروس. ثم جاءت في تلك السنة (1661) آخر روائع الفنان: "خبراء نقابة تجار الأقمشة (159) " فإن فاحصي القماش والمراقبين كلفوا الفنان بأن يخلد ذكرهم بصورة جماعية تعلق في دار رابطتهم. وربما كنا نغتفر بعض التردد في التركيب، وبعض الفجاجة في التفاصيل وبعض التقصير في إسقاط الضوء ولكن النقد في حيرة من الأمر ليعثر على غلطة في الصورة. فأن أمامية الصورة وخلفيتها اللتين تمكن منهما تمكن منهما الرسام جعلتا الشخوص الخمسة الرئيسية تقفز إلى