العجوز مصنعاً في التويلري، فأضاف في بيئته الجديدة الحوريات المختلفة لزخارفه. ومع أنه كان هيجونوتياً غيوراً، إلا أنه اعفي من مذبحة القديس بارتلميو، لأن كاترين وحاشيتها بهرتهم زهرياته وكئوسه وأطباقه وشمعداناته وأفكاره الطريفة. ولكن في عام 1588 أمر الحلف الكاثوليكي بمحاكمة البروتستنت من جديد، فأودع باليسي سجن الباستيل. قال أحد كتاب اليوميات في عام 1590:
«في هذا العام (عام 1589 في واقع الأمر) مات في حجرات سجن الباستيل الأستاذ برنار باليسي، السجين بسبب دينه، بالغاً من العمر ثمانين عاماً، وقد خرّ تحت وطأة الألم، وسوء المعاملة، والحاجة. وحين ذهبت عمة هذا الرجل الطيب لتسأل عنه ... قال لها السجان إنها إن أرادت رؤيته فستجده جثة مع الكلاب على الأسوار، حيث أمر بإلقائه كما يلقى كلب مثله (142)».
كان التصوير الفرنسي لا يزال أسيراً لفلاندر وإيطاليا. فسيطر رسامو السجاد الفلمنكيون على فنهم في باريس، وزكا المصورون الفلمنيكيون في باريس، وليون، وتولوز، ومونبلييه، وبوردو. وكانت أفضل لوحات هذه الفترة من صنع الفلمنيكيين في فرنسا، كصورة إليزابث النمسوية البديعة (الموجودة باللوفر) بريشة فرانسوا كلويه، وصورة هنري الرابع المعتز بنفسه (في شانتي) بريشة فرانز بوربي الابن، وأهم من ذلك كله صورة ريشليو التي رسمها فليب دشامبين.
ولكن التأثير المسيطر على التصوير الفرنسي في هذه الحقبة كان إيطاليا، كان طلاب الفن يذهبون إلى روما، على نفقة الحكومة الفرنسية أحيانا، ويعودون مترددين بين مثالية فناني القرن السادس عشر الفلورنسيين، وواقعية فناني القرن السابع عشر البولونيين والنابوليين القاتمة. وقد وفق أحد الفنانين الفرنسيين واسمه سيمون فوييه، وهو بعد في الرابعة عشرة