الحجاز الحديدي، وبين جبل شمر وجبل الدروز، وعلى بعد نحو 300 ميل من كل من هذه المواقع, وهي الواحة الوحيدة ما بين العقبة وبغداد1. وأهم غلات الجوف: القمح والشعير والتمر وهو من أجود الأنواع, والفواكه كالبطيخ والعنب. وفي منطقة الجوف تكثر النعام والغزلان والحمر الوحشية2. وكانت مدينة الجوف تسمى قديما دومة الجندل.
وروى ابن سعد نقلا عن بعض أهل الحيرة في سبب بنائها وتسميتها: "أن أكيدر صاحبها وإخوته كانوا ينزلون دومة الحيرة, وكانوا يزورون أخوالهم من كلب فيتغربون عندهم. فإنهم لمعهم وقد خرجوا للصيد إذ رفعت لهم مدينة متهدمة لم يبق إلا بعض حيطانها، وكانت مبنية بالجندل، فأعادوا بناءها وغرسوا فيها الزيتون وغيره، وسموها دومة الجندل تفرقة بينها وبين دومة الحيرة"3.
وكانت قبائل العرب في الجاهلية تنزل هذه السوق في أول يوم من ربيع الأول للبيع والشراء، على ما سنذكره في حينه4.