في رجل من بني عبد الله بن غطفان خدع غلاما من قومه, فاشترى إبله بغنم ... وهو هنا يندد بخدعة الرجل، طالبا إليه أن يرد الإبل، وقد صورها مصابة بالجرب وبمختلف الأدواء، وكأنه يريد أن يشأمها وينزل بها اللعنة والبوار:

فيا آل ثوب إنما ذود خالد ... كنار اللظى لا خير في ذود خالد1

بهن دروء من نحاز وغدة ... لها ذربات كالثدي النواهد2

جربن فما يهنأن إلا بغلقة ... عطين وأبوال النساء القواعد3

فلم أر رزءا مثله إذ أتاكم ... ولا مثل ما يهدي هدية شاكد4

ويؤيد ذلك ما روى صاحب السيرة, من أن أبا سفيان بن حرب ألقى ابنه معاوية أرضا؛ فرقا من دعوة خبيب حين قال وقد أخذوه ليصلبوه: "اللهم أحصهم عددا، واقتلهم بددا، ولا تغادر منهم أحدا". وقد كانت العرب تزعم أن الرجل إذا دعي عليه فاضطجع لجنبه, زالت عنه5.

وكان الشاعر ربما عجز عن دفع مظلمة، أو رد حق غصب منه، فلا يستعين على ذلك إلا بلسانه؛ فيهاب الناس هجاءه أكثر مما يخافون سيف الفاتك الجبار.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015