به عليها، فكان يخدمها في الدهر الأول مع أخواله من جرهم، وولي الإجازة بالناس لمكانه من الكعبة، وقالت أمه حين أتمت نذرها:
إني جعلت رب من بنيه ... ربيطة بمكة العليا1
فباركن لي بها إليه ... واجعله لي من صالح البريه
5- وكما تحدث الشعر الحجازي عن الوثنية والتوحيد، أشار كذلك إلى اليهودية والنصرانية وعبادة الجن والشجر وغيرها.
شعائر اليهود والنصارى:
وترددت في أشعار بعض الحجازيين شعائر اليهود والنصارى؛ فقد وصف مزرد بن ضرار الذبياني البيضة والحلق المتصل بها الذي يطرح على الظهر لستر العنق، فقال: إن بيضة يمنية سلسلة ملساء لينة تنزلق الحجارة عنها، وشبه لمعانها في شعاع الشمس بمصابيح الرهبان تلمع:
وتسبغة في تركة حميرية ... دلامصة ترفض عنها الجنادل
كأن شعاع الشمس في حجراتها ... مصابيح رهبان زهتها القنادل2
كما أن النابغة الذبياني ذكر في شعره يوم الشعانين, وأشار إلى الصليب والمجلة, وذلك في قوله:
ظلت أقاطيع أنعام مؤبلة ... لدى صليب على الزوراء منصوب3
وقوله:
مجلتهم ذات الإله ودينهم قويم ... فما يرجون غير العواقب