"نوح" ويعني بذلك الآيات: {كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ الْمُرْسَلِينَ, إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ نُوحٌ أَلا تَتَّقُونَ, إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ} 1.
وقد ذكر ابن سلام حسان بن ثابت، فقال عنه2: "إنه كثير الشعر جيده، وقد حمل عليه ما لم يحمل على أحد. لما تعاضهت قريش واستبت, وضعوا عليه أشعارا كثيرة لا تنقى"3.
وذكر أبو عمرو بن العلاء، أن ذا الإصبع العدواني قال يرثي قومه4:
وليس المرء في شيء ... من الإبرام والنقض
إذا يفعل شيئا خا ... له يُقضى وما يقضي
جديد العيش ملبوس ... وقد يوشك أن يفضي
ثم نص على أنه لا يصح من أبيات ذي الإصبع الضادية هذه إلا الأبيات التي أنشدها، وأن سائرها منحول, بينما نرى أبا الفرج نفسه يورد من هذه القصيدة غير الأبيات المتقدمة نحوا من أربعة وعشرين بيتا آخر5.
وذكر الجاحظ في الحيوان، قول غيلان بن سلمة:
في الآل يخفضها ويرفعها ... ريع كأن متونه السحل
عقلا ورقما ثم أردفه ... كلل على ألوانها الخمل
كدم الرعاف على مآزرها ... وكأنهن ضوامرا إجل
ثم علق على ذلك بقوله: وهذا الشعر عندنا للمسيب بن علس، فهو إذًا يجزم بأن هذا الشعر محمول على غيلان، ولكن دون حجة أو دليل.
ولننتقل بعد هذا لدراسة لاميتي الشنفرى وتأبط شرا.