الذي جعل الله به العرب سادة الدنيا وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين.

ثم قال الرجل: قم الآن أدلّك على دار الخليفة، وإن كانت هذه هي الساعة التي يعالج شأنه فيها وشأن عياله وينفرد بنفسه.

وتبعه وهو يفكر في جمال هذا الدين وسموّه، وقد زالت الغشاوة عن عينيه فأدرك الآن سر هذه الفتوح وهذه القوة التي لم يقم لها شيء. أين هذه الديانة السافرة الواضحة التي تجعل كل واحد من أتباعها كاهناً لها ورجل دين ... من تلك الديانة المجهولة الخفية؟ أين؟!

وخرج من المسجد من باب غير الذي دخل منه، فما راعه إلا الرجل يقول له (مشيراً إلى باب من ألواح الخشب، غير مصبوغة ولا منقوشة): هذه داره.

هذه؟! أيمكن أن تكون دار الخليفة دون دور السوقة من رعيته، وقد مرَّ عليها فرأى فيها بهاءً وجلالاً؟

ونظر إلى الرجل يحسبه يسخر منه فرآه جاداً، فتركه وتقدم من الباب وهو شاك فيما قال الرجل، ونظر فرأى كهلاً قائماً يصلح بالطين جدار المنزل وامرأة تعجن ... فترك الباب ولحق بالرجل مغيظاً محنقاً فقال له: ما كان لك أن تكذب عليّ وتسخر مني، أسألك عن دار الخليفة فترشدني إلى دار طيان؟

قال: ومن الطيّان؟

قال: صاحب الدار (ووصف له ما رأى).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015