الزوايا، لا يتنبه إليها القارئ ولا يقف عليها، وليست أجمل ما في تاريخنا ولا هي من أجمل ما فيه، وإنما هي أخبار عادية، استطاع هذا القلم (على ضعفه وعجزه) أن يعرضها على الناس شيئاً جديداً أو هو كالجديد، فكيف إذا تولاها قلم أقوى من هذا القلم؟ وكيف إذا اختار لها مشاهد من التاريخ أعظم من هذه المشاهد؟
وإذا كان أصل هذا الكتاب الذي تفرع عنه وأساسه الذي بني عليه بضعَ صفحات من هذا التاريخ العظيم، فكم صورة رائعة، وكم قصة بارعة، وكم من الآثار الأدبية الخالدة، يمكن أن يستخرج من صفحاته كلها؟
أمَا إن ذلك ليزيد عن العد ويجلُّ عن الحسبان، ولكن أدباءنا لم يَرِدوا هذا المورد.
* * *
على أن هذا أسلوب من أساليب عرض التاريخ بقلم الأديب، وفي كتابي «رجال من التاريخ» (?) أسلوب آخر. وفي «على هامش السيرة» لطه حسين، وفي «وحي القلم» للرافعي، وفي «سيد قريش» لمعروف الأرناؤوط و «محمد» لتوفيق الحكيم و «في منزل الوحي» لهيكل أساليب غير ذلك.
ولو أن كل كاتب وأديب أخذ من تاريخنا على مقدار طاقته،