لحجك، ففعلت ذلك، وأخرجت ثلثها ألف دينار وشددته في هذا الهميان، وما رأيتُ منذ خرجت من خراسان إلى الآن رجلاً أحق به منك، فخذه بارك الله لك فيه.
ووضعه وولى».
قال الطبري: «وكنت قد ذهبت، فما راعني إلا الشيخ يسرع خلفي يدعوني، فرجعت إليه فقال لي: لقد رأيتك تتبعنا من أول يوم، وعلمت أنك عرفت خبرنا. وقد سمعت أحمد بن يونس اليربوعي يقول: سمعت نافعاً يقول: عن عبد الله بن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعمر ولعلي رضي الله عنهما: «إذا أتاكم الله بهدية بلا مسألة ولا استشراف نفس فاقبلاها، ولا ترداها فترداها على الله، فهي هدية من الله والهدية لمن حضر»، فسر معي.
فسرت معه. فقال لي: إنك لمبارك، وما رأيت هذا المال قط ولا أمّلته قط. أترى هذا القميص؟ إني والله لأقوم سحراً فأصلي الغداة فيه، ثم أنزعه فتصلي فيه زوجتي وأمها، وبناتي، وأختاي، واحدة بعد واحدة، ثم ألبسه وأمضي أكتسب إلى ما بين الظهر والعصر، ثم أعود بما فتح الله به عليّ من أقط وتمر وكسيرات كعك، فنتداول الصلاة فيه.
حتى إذا وصلنا إلى الدار نادى: يا لبابة، يا فلانة وفلانة، حتى جئن جميعاً. فأقعدني عن شماله، وحلّ الهميان وقال: ابسطوا حجوركم. فبسطت حجري، وما كان لواحدة منهن قميص له حجر تبسطه فمددن أيديهن، وأقبل يعد ديناراً ديناراً، حتى إذا بلغ العاشر قال، وهذا لك.