قال: لا والله، ولئن مسستِه أو خبّرتِ خبره أحداً فأنت طالق.
وتركها مغيظة محنقة وخرج يبحث عن صاحبه، لعله يأخذ منه شيئاً حلالاً يدفع به الضرّ عن عياله.
* * *
ومشى إلى الحرم، وكان فيه شاب طبَري طالب علم.
قال الشاب الطبري: «فرأيت خراسانياً ينادي: "معاشر الحجّاج، من وجد همياناً فيه ألف دينار فردّه علي أضعف الله له الثواب". فقام إليه شيخ من أهل مكة كبير من موالي جعفر بن محمد، فقال: يا خراساني، بلدنا فقير أهله، شديد حاله، أيامه معدودة، ومواسمه منتظرة، ولعله يقع في يد رجل مؤمن يرغب فيما تبذله له حلالاً فيأخذه ويرده عليك.
قال الخراساني: يابا! كم يريد؟
قال: العُشر، مئة دينار.
قال: يابا! لا نفعل، ولكن نحيله على الله تعالى» (?). وافترقا.
قال الطبري: «فوقع في نفسي أن الشيخ هو الواجد للهميان