الذاكرين، أو مستند إلى أسطوانة من الأساطين، أو مُحْتَبٍ تحت رواق من الأروقة يقرأ في مصحف، أو ينظر في كتاب، أو يُسبّح على أصابعه، أو يتفكر في شأن من الشؤون، أو ينتظر الصلاة فينعم بجمال المسجد ورقة النسيم، ويكون من انتظاره الصلاة كأنه في صلاة.
وكان حيال قبة زين العابدين (قبة الساعات) في شرقي المسجد رجل رث الثياب، ما عليه إلا مِزَق مردمة وخلقان بالية، يرنو بعينه إلى الناس تارة وينظر إلى المسجد أخرى، فيقرأ فيه تاريخاً جليلاً، يقرؤه في هذه القبة الباذخة، قبة النسر، وهي «من أعجب مباني الدنيا، ومن أي جهة استقبلت المدينة بدت لك قبة النسر، ذاهبة في الهواء، منيفة على جميع مباني البلد» (?) «وليس في دمشق شيء أعلى ولا أبهى منظراً منها» (?) ... وهذه المنارة العالية التي يسميها الناس «منارة عيسى» (لحديث جاء فيه أن عيسى عليه السلام ينزل على المنارة البيضاء شرقي دمشق (?)) ويعجب من سموها وارتفاعها، وهذه المنارة الغربية التي بناها المسلمون