قصص من التاريخ (صفحة 275)

مع النابغة الذبياني

على أطلال دار «نُعْم»

لما بلغ الركب مشارف نجد، وترك القَارَة السوداء عن يمينه واستقبل تل بني عامر، أحس الشاعر بفرحة غامضة تشتمل عليها ضلوعه ويرقص لها قلبه، ولم يعرف لها سبباً. حتى إذا بلغ الركب ذروة التل، وتكشف له الفضاء الرحيب ومن حوله تلال الرمل الأحمر آخذٌ بعضها برقاب بعض وهي تتموج تموّج البحر، لينة رخوة تود النفس لو نامت عليها ثم اتخذت منها جناحين ناعمين طارت بهما في أجواء حلم فاتن، والعلم الشرقي يلوح من بعيد بأوديته القاحلة وصخوره المهولة. ودون ذلك كله السهل الأفيح وغديره الذي لا ينضب، والنخلات المطيفات به إطافة العشاق بمنزل الحبيب ... هنالك أدرك الشاعر سر فرحته: هذه ديار نُعْمٍ!

وأقبل الركب ينحدر عن التل، وقد مدت الإبل أعناقها فسالت بها تلك السفوح والحدور، واستطاب السَّفْر الإغذاذ (?)،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015