حدثني بعض مشايخي عمّن رأى بعينه وسمع بأذنه، قال:
وقعت الصيحة في «حي الميدان»، أجل أحياء دمشق وأكبرها، صبيحة يوم من أيام سنة 1831 بأن إبراهيم باشا قادم لزيارة عالِم الشام الشيخ سعيد الحلبي (?) في مسجده. وإبراهيم باشا مَن قد علمت في بطشه وجبروته، ومَن يدُه إلى السيف أسرع من لسانه إلى القول وعينه إلى النظر، ومَن كان جبارَ سورية وفاتحها وسيدها.
فطار الفزع بألباب الميدانيين (وهم فرسان دمشق وحُماتها)، وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون: ماذا يصنعون؟ إنهم يعلمون أن الشيخ لا يقيم وزناً لأحد من أبناء الدنيا، فلا يبجل سلطاناً لسلطانه ولا يوقّر غنياً لغناه، ولا يقيس الناس بما على جسومهم من ثياب