وابدأ فانظر ما أُلِّف في سيرة سيد البشر ومعلم الخير صلى الله عليه وسلم، وكيف دُوّنت حركاته وسكناته وألفاظه وإشاراته في مئات من الكتب. إذا شئت كتاباً يكاد يغني عن هذه الكتب كلها، ولا يغني عنه كتاب، فاطلب «شرح المواهب» للزرقاني.

ثم انظر سير الصحابة فاقرأها في الإصابة أو في أسد الغابة أو في الاستيعاب.

ثم انظر العمل الذي قام به مؤرخو رجال الحديث، ومبلغ ما وصلوا إليه من الإحاطة والتدقيق والصدق، وانظر هل أفلت منهم خبر أو خفيت عليهم حقيقة؟ وهل صنع علماء أمة كالذي صنعوا؟ أو تصوروا إمكان هذا الصنيع المعجز الهائل؟ لقد صنفوا في الرجال الكتب الجامعة (?)، وأفردوا الضعاف والمتروكين بالتأليف، ووضعوا الكتب في ضبط الأسماء وبيان ما تشابه منها أو ما اشتبه، وبحثوا في تواريخ الوفيات، وحققوا الأسانيد.

ثم انظر ما أُلِّف من كتب الرجال في سائر العلوم والفنون، كطبقات الأطباء، وأخبار الخلفاء والوزراء والنحاة والأدباء، بل وفي أخبار الطفيليين والحمقى والمغفلين وعقلاء المجانين. وما ألف في رجال المذاهب، كطبقات الشافعية، والديباج في أعيان المذهب المالكي، وطبقات الحنابلة والحنفية. وما ألف منها في

طور بواسطة نورين ميديا © 2015