ولدت لغير أب شرعي، والتي جاءت مسخاً مشوهاً، دولة إسرائيل، تسابقت الدولتان إلى الاعتراف بها، ومباركة ولادتها قبل أن تبلغ يوماً وليلة من عمرها. ابتلينا باليهود.
ولو أني بُليت بهاشمي ... خؤولته بنو عبد المدان
لهان عليَّ ما ألقى ولكن ... تعالوا فانظروا بمن ابتلاني
* * *
زعم اليهود أنهم مظلومون، وأنهم قد نكّل بهم وأُوذوا، وأن هتلر أباد خضراءهم وقتل أبناءهم، فتحركت (الرحمة!) في قلوب الأقوياء من دول الأرض فأرادوا أن يجدوا لهم داراً فلم يجدوا إلا أرضنا، فأجبرونا أن نخرج من مساكننا، وأن نمنحهم خيرات بلادنا، وجاء وزير المتمدنين الذين يلبسون جلود الظباء على أجساد الذئاب، فأعطاهم (وعداً) بأن يجعل لهم من قلب بلادنا ملجأً: يمنحهم ما لا يَمْلكْ، وهم لا يستحقون ما منح، فكانت فضيحة التاريخ البشري التي لم يُسمع بمثلها في حاضر ولا غابر، وها هم أولاء اليوم يدعوننا إلى السلام ونبذ الحرب يقولون: أليس السلام خيراً لكم، فلماذا تراق الدماء، وتزهق الأرواح؟