اليهود منا وضربوا ضربة الجبان، والجبان إذا تمكن جمع قوته كلها وضرب ضربة واحدة، لا يقدر على غيرها، يضربها في ظلمة الليل، فيكون فيها نجاته أو مماته.

وقد انقضى الآن الليل، وتنبه الغافل، وكبر الصغير واشتد عوده، هل ترون الشجيرات التي تزرع على حافات الشوارع تكون ضعيفة فيمسكونها في قفص من الحديد، تعتمد عليه ولكنه يكون كالقيد لها، فإذا غلظ ساقها، واعتمدت على نفسها، نبذت القفص عنها. أو استدار عليه جذعها فاحتواه.

فنحن اليوم كالشجرة التي اشتد عودها، وكنا يوماً كالغصن الطري الذي كان يحتاج إلى ما يدعمه ويعمده.

لقد بدأت الأمور ترجع إلى نصابها، وانزاحت الغشاوة قليلاً فرآها الناس على حقيقتها، وما أزاحها إلا حرب رمضان. أعني حرب اكتوبر أو تشرين، صغرت إسرائيل في عيونهم بعد تلك الحرب وزادت صغاراً بعد هذه الانتفاضة المباركة، كانت كالبالون الذي يلعب به الأولاد، فأصابه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015